بعد زيارة الرئيس له
كل ما تريد معرفته عن مشروع «مستقبل مصر» بالصحراء الغربية
يأتي مشروع "مستقبل مصر" في إطار توجه الدولة بقوة نحو مستقبل أفضل، تسابق الدولة الزمن حتى يشعر المواطن بحجم المشروعات القومية الضخمة، والتي يأتي من ضمنها مشروع "مستقبل مصر" الذي يعد خطوة هامة ضمن جهود الدولة المكثفة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية والغذائية وتوفيرها بأسعار مناسبة للمواطن، فضلا عن استخدام الجزء الفائض إلى التصدير.
يقع مشروع "مستقبل مصر" في نطاق المشروع القومي العملاق "الدلتا الجديدة" لزراعة مليون فدان على امتداد محور روض الفرج/ الضبعة الجديد، وذلك بالقرب من مطاري سفنكس وبرج العرب وميناءي الدخيلة والإسكندرية، والذي سيساعد بقوة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض السلع الاستراتيجية، فضلا عن أنه يوفر حوالي 7 آلاف فرص عمل مباشرة وأكثر من 200 ألف فرصة عمل غير مباشرة.
يعد المشروع ليس وليد اللحظة، حيث وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي في أبريل عام 2017، بالبدء الفوري في تنفيذ مشروع مصر للإنتاج الزراعى من أجل توفير منتجات زراعية ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة للمواطنين، وتصدير الفائض للخارج مما يساعد فى تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويقع مشروع "مستقبل مصر" على امتداد طريق محور روض الفرج والضبعة الجديد وهو الطريق الذى أنشأ ضمن المشروع القومي للطرق ويبعد 30 دقيقة من مدينة السادس من أكتوبر بطول 95 كيلو مترا وعمق من 40 إلى 45 كيلو مترا، وتم تقسيم المشروع إلى 55 طريقا طوليا و35 طريقا عرضيا، وطرق رئيسية مقسمة إلى قطع متساوية كل قطعة 1000 فدان.
يعد موقع المشروع من أهم المزايا الاستراتيجية لتوافر الأيدى العاملة بالإضافة لسهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات وكذلك سهولة توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى موانئ التصدير البرية والجوية.
يشهد المشروع تطبيق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية فى بيئة العمل لسلامة العمال والموظفين، وتقوم وزارة الزراعة بتقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات للمشروع. ويقوم مشروع مستقبل مصر بالاستفادة من خزانات المياه الجوفية وهى خزانات الأيوسين والمايوسين والمغرة وهى امتداد لمنطقة وادى النطرون وذلك بحفر الآبار الجوفية مع الوضع فى الاعتبار المسافة البينية بين الآبار للحفاظ على الخزانات الجوفية وعوامل التنمية المستدامة، ويتم تحقيق الاستغلال الأنسب للمياه من خلال إجراء تحاليل دورية لقياس ملوحة المياه وربطها بأنواع الزراعات التى تتناسب مع الملوحة.
ونجح المشروع بالتعاون مع الشركات الزراعية الكبرى فى الانتهاء من تنفيذ البنية الأساسية للمشروع، والتى تشهد تمهيد الطرق الداخلية بإجمالي أطوال 500 كيلو متر وعرض 10 أمتار وحفر آبار مياه جوفية ومحطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجاوات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كيلو متر ومخازن مستلزمات الإنتاج ومبان إدارية وسكنية.
كما سعى المشروع لتوفير الميكنة الزراعية بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية المختلفة بجودة وسرعة عالية، وحيث يتعاون المشروع مع شركات القطاع الخاص الجاد، وتم الانتهاء من استزراع مساحة 200 ألف فدان سنويا باستخدام 1700 جهاز ري محوري مطور والتي يتم زراعتها مرتين سنويا والتى تنتج أجود المحاصيل الزراعية.
ونجح مشروع مستقبل مصر فى موسم 2020 - 2021 فى إنتاج 17 ألف فدان قمح، ومثلها ذرة صفراء، 8 آلاف فدان شعير، 42 ألف فدان بطاطس، 46 ألف فدان بنجر سكر، 12 ألف فدان سودانى، 3 آلاف فراولة، 5 آلاف فدان بطاطا، 6 آلاف فدان فاصوليا بيضاء، 15 ألف فدان بصل، 10 آلاف فدان طماطم، و3 آلاف فدان لكل من البسلة والجزر والخيار.
كما تمت زيادة الرقعة الزراعية للأشجار من 7 إلى 10 آلاف فدان من البرتقال واليوسفى والليمون. وتتمثل مراحل تطور مشروع "مستقبل مصر" فى الانتهاء من استصلاح وزراعة 200 ألف فدان فى الموسم الحالى، وتم تكليف المشروع من الرئيس عبد الفتاح السيسي، باستصلاح 150 ألف فدان تنتهى بنهاية عام 2021.
كما تضمنت التوجيهات الرئاسية إنشاء مشروع الدلتا الجديدة باستصلاح أكثر من مليون فدان ليدخل مشروع مستقبل مصر بمساحة 500 ألف فدان، والتى تمثل 60% من مساحة مشروع الدلتا الجديدة.
ويتميز مشروع مستقبل مصر بموقع يجعله مقصدا زراعيا للمستثمرين والمزارعين حيث يقع على محور الضبعة وبالقرب من مطاري سفنكس وبرج العرب وميناءي الدخيلة والاسكندرية، مما يساهم فى الحفاظ الدائم على توجيهات رئيس الجمهورية بتحقيق الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى، والحرص التام على المساعدة فى القضاء على البطالة وتوظيف المواطنين فى تخصصات مختلفة، حتى يستشعر المواطن بحجم العمل المبذول وفق خطة الدولة فى التوسعات الاقتصادية التى من شأنها تحقيق النمو الاقتصادى والتنمية المستدامة، والعمل بنظام المشاركة مع المستثمرين الزراعيين الجادين بمحددات وضوابط وخبرات فى التعامل مع هذا النوع من اقتصاديات تعظيم العائد.
ويقوم المشروع بتحقيق أعظم أسلوب وطريقة اقتصادية بالنظام الموجه بالوقت لتقليل التكلفة فى المشاريع القومية الاقتصادية والإنتاجية، وبالتعاون مع وزارة الزراعة سيقوم المشروع بعمل برامج تدريبية لأوائل خريجي كلية الزراعة وكلية الهندسة أقسام "كهرباء وميكانيا"، من أجل تثقيف العناصر البشرية بمحاولة زيادة الأيدي العاملة، تماشيا مع دفع عجلة الإنتاج الزراعى وتعظيم دور الاستفادة من الخبرات الموجودة، وتحقيق المستهدف من خطة الدولة فى إنهاء مشروع الدلتا الجديدة فى 2023 .