ترقد الآن في متحتف الحضارة:
الملكة تي.. أحبها أمنحتب الثالث فرفعها بجواره على العرش
استقرت مومياء 22 ملكًا وملكة في متحف الحضارة بعد احتفالية رائعة أدهشت العالم في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن بين المومياوات الملكية، مومياء الملكة تي أشهر ملكات مصر القديمة في عصر الدولة الحديثة من الأسرة الثامنة عشرة.
وتميزت الملكة تي بالقوة والجمال وهي زوجة الملك أمنحتب الثالث الذي حكم مصر في الفترة من 1417 إلى 1379 قبل الميلاد، ويعتبر عصره من أزهى وأرغد عصور الحضارة المصرية بعد أن ورث عن أجداده دولة مستقرة ذات إمبراطورية تحكم العالم القديم بالكامل في ذلك الوقت.
والملكة تي هي والدة الملك الفيلسوف أخناتون (أمنحتب الرابع) الذي دعا إلى الوحدانية، وحفيدها الملك توت عنخ آمون صاحب الكنوز الشهيرة، ومع ذلك فـ تي العظيمة لم تكن من الأسرة المالكة، ولكن من عامة الشعب تنتمي لأسرة من الأعيان والوجهاء في الصعيد من أخميم بسوهاج.
أما والد الملكة تي فيدعى (يويا) وكان كبيرًا لكهنة الإله مين بأخميم، وأمها(تويا) كاهنة معبد الإله 'مين' برتبة كبيرة حريم الإله مين، مما أتاح لابنتهما تي أن تحصل على قدر من الثقافة.
وكانت الملكة تي تتمتع بشخصية قوية مثقفة فأحبها الملك أمنحتب الثالث حبًا جمًا وتزوجها مخالفًا الأعراف السائدة في ذلك الوقت والتي كانت تقتضي ألا يتزوج الملك إلا من الأسرة المالكة، تزوج بها في العام الثاني من حكمه وكان يومها في السادسة عشرة من عمره وكانت هي في نفس العمر تقريبًا.
وسجل الملك زواجه منها نقشًا على عدة جعارين تذكارية احتفاء بالحدث، فيما حظيت الملكة تي بمكانة رفيعة جدًا في قلب الملك، وفضلها على جميع زوجاته وحريمه وأعطاها لقب الزوجة الأولى وجعلها أم ولي عهده.
كان الملك يأمر أن تُنحت لها التماثيل بجواره في نفس حجم تمثاله مخالفًا قواعد النحت التي كانت في الغالب تقتضي أن تُظهر الملك بحجم أكبر من حجم الذين يظهرون معه من زوجات وأمراء وخلافه. وكانت تصور دائمًا بجانبه على عكس الملكات الأخريات اللاتي كن يظهرن بحجم صغير أو متوسط .
وبنى لها زوجها الملك أمنحتب الثالث قصرًا عظيمًا في الملقطة على الضفة الغربية لطيبة (الأقصر حاليًا). كما أنشأ بحيرة كبيرة للري في مسقط رأسها تكريمًا لها وسماها باسمها بناء على طلبها وأبحرا فيها على متن مركب جميل للنزهة.
ولعبت الملكة تي دورًا هامًا في الحياة السياسية سواء في داخل البلاد أو خارجها، حيث ساندت زوجها أمنحتب وابنها إخناتون، ولعبت دورًا هامًا في إعداد حفيدها توت عنخ آمون ليصبح ملكًا.
وقامت الملكة تي بمشاركة زوجها الملك فعليًا في الحكم خاصة عندما أنهكه المرض أواخر فترة حكمه، ومات زوجها الملك أمنحتب الثالث وهي في الثامنة والأربعين من عمرها، وقد انتقلت مع ابنها اخناتون إلى العمارنة عاصمة ملكه الجديدة حينما ترك العاصمة القديمة طيبة (الأقصر) ليدعو إلى دينه الجديد دين الوحدانية، فيما وقد وافتها منيتها في العام الثامن من حكم أخناتون، ويرى البعض أنها ماتت في عهد حفيدها توت عنخ أمون أو الملك آي الذي جاء بعده. ودفنت في المقبرة KV55 بوادي الملوك بطيبة(الأقصر).