المومياوات الملكية:
الملك تحتمس الثالث.. أسد المعارك ومؤسس أول إمبراطورية مصرية
من قلب ميدان التحرير ينطلق الاحتفال العالمي مساء اليوم بموكب نقل المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة المصرية، فيما يجري نقل 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، أبرزهم الملك رمسيس الثاني، وسقنن رع، تحتمس الثالث، والملكة حتشبسوت.
الملك تحتمس الثالث هو مؤسس أول إمبراطورية مصرية، استمرت لأكثر من أربعة قرون، ( من 1479 قبل الميلاد، حتي عام 1070 قبل الميلاد)، وقاد 17 حملة عسكرية لقارة آسيا، ليغزو سوريا، وفلسطين، ويقتحم بلاد ما بين النهرين، حيث امتدت حدود مصر في عهده إلى عمق آسيا وإفريقيا ليؤسس إمبراطوريته العظمى.
والملك تحتمس الثالث يعني اسمه "المولود لجحوتي" إله العلم والمعرفة، وهو الملك السادس من الأسرة الـ18، وابن تحتمس الثانى من زوجته إيسة، وأخ نصف شقيق للملكة حتشبسوت، والتي أصبحت وصية عليه عند اعتلائه العرش صبيًا فيما بعد، بل إنها أغتصبت منه العرش قبل أن يعتليه منفردًا بعد وفاتها، ليحكم مصر 54 عاما كاملة.
وترك الملك تحتمس الثالث آثارا من سيناء إلى الشلال الرابع، فقد شيد معابد وأضرحة فى الكرنك، بالإضافة للبوابتان العملاقتان السادسة والسابعة في قاعة الاحتفالات، ومعبد الدير البحري بجوار معبد حتشبسوت، وجبل السلسلة والإلفنتين، ومعبد للإله بتاح في موطنة منف، ، كما أقام ما لا يقل عن سبع مسلات معظمها يزين عدد من عواصم العالم، في نيويورك ولندن وروما واسطنبول.
عام 1425 قبل الميلاد، مات الملك تحتمس الثالث بعد أن تخطى الـ 82 عاما، وقبل أن يموت قام بأكبر عملية تدمير منظمة لتماثيل زوجة أبيه وشريكته في العرش الملكة حتشبسوت، إضافة لمحو صورها ونقوشها ومدوناتها، لكنه لم يمحو إلا التماثيل والصور التي أظهرتها في صورة حاكمًا لمصر، وترك تلك التي تظهر فيها حتشبسوت باعتبارها الإبنة الملكية، أو الزوجة الملكية.
ويرجع البعض هذا عملية التدمير التي قام بها الملك تحتمس الثالث إلى أن وجود حاكم على مصر باعتباره امراة أمرًا معيبًا، وأن وجود حتشبسوت باعتبارها فرعون أو حاكم لمصر يمكن أن يصبح مثالًا خطيرًا لغيرها من نساء العائلة الملكية.