استمرار الخلاف بين ألمانيا وأوكرانيا حول مشروع أنابيب الغاز الطبيعي «نورد ستريم 2»
مع اقتراب استعداد ألمانيا لإجراء انتخابات فيدرالية في سبتمبر المقبل، مازال ملف مشروع خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2" يشكل حالة من الخلاف بين ألمانيا وأوكرانيا، حيث أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها ملتزمة بتنفيذ مد خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" فيما يعارض حزب الخضر الألماني - ثاني أكثر الأحزاب الألمانية شعبية - استكمال المشروع وهو ما تؤيده أوكرانيا.
بينما شدد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال على التهديد الجيوسياسي لمشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2".
وتقوم فكرة مشروع "نورد ستريم 2" على نقل الغاز بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق دون المرور بأوكرانيا، بسبب النزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا منذ عام 2014. ويبلغ طول الأنبوب الجديد حوالي ١٢٣٠ كيلومترا ويمر في خط قريب إلى حد كبير من خط أنابيب "نورد ستريم 1"، الذي تستفيد منه أوكرانيا بحصولها على حوالي ملياري دولار نظير عبور الغاز الروسي من أراضيها إلى أوروبا، حيث ينقل الخط حوالي 55 مليار متر مكعب من الغاز إلى ألمانيا منذ عام 2012.
وتعتبر المستشارة الالمانية ميركل مشروع "نورد ستريم 2" مع روسيا، هو مجرد شراكة اقتصادية ولا يحمل أي أبعاد سياسية، حيث تعتبر ألمانيا من أكثر الدول استيرادا للغاز الطبيعي وتعتمد بشكل أساسي على تلبية احتياجاتها من روسيا.
وخلال منتدى الأعمال الألماني الأوكراني الرابع الذي عقد الأسبوع الماضي، شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على الشراكة طويلة الأمد بين أوكرانيا وألمانيا فيما سلط الرئيس زيلينسكي الضوء على الأهمية الخاصة للتعاون مع ألمانيا لتكامل أوكرانيا في أوروبا. وتعد ألمانيا هي رابع أكبر مستثمر أجنبي في أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن موقفا قويا ضد مشروع "نورد ستريم 2" الأسبوع الماضي، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن أي كيان مشارك في المشروع يجب أن "يتخلى على الفور عن العمل في خط الأنابيب" ووصفتها بأنها "صفقة سيئة" لألمانيا وأوكرانيا.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لنظيره الألماني معارضة واشنطن لمشروع خط الأنابيب الروسي، ملوحا بإمكانية فرض عقوبات أمريكية على الشركات المشاركة في المشروع.
وتشارك في المشروع مجموعة من الشركات العالمية على رأسهم شركة "غازبروم" الروسية التي تمتلك وحدها 50% من المشروع، فيما يمتلك كونسورتيوم مكون من خمس شركات طاقة أوروبية النسبة المتبقية بواقع 10% لكل منها.
وفي تصريحات سابقة، قال رئيس مجلس إدارة غازبروم فيكتور زوبكوف "إن العمل في نورد ستريم 2 اكتمل بالفعل بنسبة تتراوح بين 90 -92 %... ولم يتبق سوى جزء ضئيل جدا".