قصة الأيام الستة لإنهاء جنوح السفينة البنمية في قناة السويس
كشف مصدر ملاحي، داخل هيئة قناة السويس، عن تفاصيل الأيام الستة، التي عاشها رجال القناة، خلال عملية تعويم السفينة الجانحة، التي تمت بنجاح منقطع النظير، بأيدي وخبرات مصرية خالصة.
وقال المصدر الملاحي في تصريحات خاصة لـ«مستقبل وطن نيوز»، إن عملية التعويم تمت بأيدي وبخبرة مصرية خالصة، حيث تمتلك الهيئة مرشدين وعدد كبير من القباطين من خبراء في الملاحة وإرشاد السفن وعمليات الإنقاذ.
وتابع أن القبطان المرشد يتميز بخبرات كبيرة تمكنه باحترافية شديدة إنهاء أزمة شحوط السفن أن يناور بها.
وعن تفاصيل إنهاء أزمة السفينة البنمية قال إن البداية كانت مع تنفيذ توجيهات وتعليمات المرشدين إلى القاطرات، التي تشارك في عملية إنقاذ السفينة.
وتمثلت الخطوة الثانية في عملية الإنقاذ في إجراء مسحات بالأجهزة المتخصصة على أعماق غاطس السفينة وجسم السفينة حتى تم تحديد الطريقة المناسبة لإنهاء جنوح السفينة.
وأشار المصدر الملاحي إلى أن عدد القاطرات التي شاركت في إنهاء أزمة السفينة البنمية 10 قاطرات، موضحًا أن القاطرة الهولندية العملاقة جاءت في المرحلة الأخيرة في عملية إعادة السفينة الجانحة إلى مسارها الطبيعي داخل المجرى الملاحي لقناة السويس.
وكشف أن عملية الإنقاذ تمت أيضا باستغلال المد البحري الموجود في قناة السويس وهو التيار البحري الداخل من الجنوب إلى الشمال، الذي يصل ارتفاعه إلى مترين، الأمر الذي ساعد على طفو السفينة.
وتابع المصدر الملاحي أن عجلة التسارع مع الحجم الضخم للسفينة البنمية العملاقة أدت إلى جنوح السفينة مع جانب القناة الشرقي، وأحدثت صدمة مؤثرة في جانب القناة، ونظرًا لقوة تماسك مقدمة ومؤخرة السفينة تم اللجوء إلى استخدام الكراكات من أجل تخفيف قوة التماسك من خلال إجراء عمليات تعميق أسفل السفينة.
وقال إن الكراكات قامت بشفط الرمال والصخور والتربة من أسفل السفينة حتى تخفف قوة التماسك مع المقدمة والمؤخرة، ثم تم استغلال وجود التيار البحري المائي المتجه شمالا وهو المد، حتى يتم زيادة طفو السفينة ومع خلخلة نقاط التماسك الموجودة في المقدمة والمؤخرة، تم سحب السفينة من المقدمة والمؤخرة حتى يتم إنهاء عملية الجنوح، وهو ما تحقق بنجاح منقطع النظير بأيدي مصرية.