في ذكرى وفاته.. «الخواجة بيچو» أضحك المصريين ومات من الاكتئاب
«الخواجة بيچو» الذي أضحك المصريين جميعا، مات من الاكتئاب، قضى الأيام الأخيرة من حياته مشلولا على مقعد متحرك في الكويت، وتوفي متأثرا بأزمة قلبية.
اسمه الحقيقي محمد فؤاد راتب، أحب مرتين وتزوج مرة واحدة، الأولى في طفولته بالزقازيق، فتاة يونانية بعيون زرقاء اسمها ماريكا تعيش مع أسرتها بالطابق الأول في البيت الذي يسكن فيه، وكان يمشي خلفها كلما ذهبت إلى المدرسة، وينتظر عودتها، وإذا دخلت وأغلقت الباب، يظل واقفا أمام الشباك على أمل أن تعطف عليه بنظرة أو ابتسامة.
البيت نفسه شهد صداقته بعبد الحليم حافظ الذي كانت عائلته تحتل الدور الثاني، فيما كان راتب يسكن مع أسرته في «الثالث».
في الثانية والعشرين من عمره دق قلبه للمرة الثانية وهو يجسد شخصية الخواجة بيجو على المسرح في حفلة بنادي الزمالك، وكانت يونانية، تجلس في الصف الأول، صوبت إليه نظرة قاتلة جعلته يرتبك، وبمجرد أن انتهى الحفل انطلق في كل الاتجاهات يبحث عنها لكنها «فص ملح وداب».
رغم شهرته الواسعة إلا أن راتب لم يؤد في حياته الفنية إلا شخصية واحدة هي الخواجة بيچو التي ملأت الدنيا، وجعلت الناس يظنون أنه «خواجة بجد» وليس مجرد عاشق «للمهلبية» اليونانية.
في السابعة من عمره عرف طريقه إلى الإذاعة بفضل بابا شارو (محمد محمود شعبان) إلا أن وصول نجمه إلى سماء الفن كان خلال مسلسل «ساعة لقلبك» عام 1952، عندما كون مع محمد أحمد المصري (أبو لمعة) أنجح ثنائي فني، ما أتاح لهما الصمود أمام عتاولة الكوميديا فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي، وبقية أبطال البرنامج الإذاعي.
«بيچو مسفريتو كطليانو بستانو أرسيانو جندوفلو كوكاچ باولو باسطاولو بولو بينو فينو بيچو»، هذا هو الاسم الكامل الذي كان يقوله في الاسكتشات، ويفجر الضحك من قلوب المصريين.
ذات مرة، تجاوز العرض الذي يقدمه على مسرح الريحاني المدة المحددة له، ما جعل فرقة الريحاني تنتظر، ولكن نجيب الريحاني أشار له بالاستمرار وجلس بين الجمهور، وتحول في حضرة الخواجا بيچو إلى متفرج يضحك ويصفق ويصفر.
كان من المفترض أن يتخرج راتب من كلية العلوم، إلا أن اكتمال فريق التمثيل حرضه على الانتقال إلى «تجارة» ليضمن لنفسه مكانا على مسرح الجامعة، وفور تخرجه عمل بوظيفة في اتحاد الصناعات وتدرج حتى أصبح مديرا للعلاقات العامة، بينما مهد حصوله على دراسات عليا في التخطيط والإحصاء له العمل بالهيئة الإفريقية الآسيوية للشئون الاقتصادية.
عام 1968 سافر إلى الكويت بناءً على طلب من شركة الأسمدة هناك، وتولى تنظيم العلاقات العامة حتى عام 1972، والتحق في تلك الفترة بالعمل في التليفزيون الكويتي كعضو ومقرر بجميع اللجان والاجتماعات التى يعقدها التليفزيون، وفي نهاية حياته أصيب في نهاية حياته بالشلل النصفي ما جعله غير قادر بالتمثيل، ولكن التلفزيون الكويتي تمسك به حتى عاد إلى مصر عام 1978، ما جعله مكتئبا في سنواته الأخيرة حتى فاجأته أزمة قلبية في 18 يونيو من عام 1986 أنهت مشواره مع الحياة والفن.
من مسلسلاته «ساعة لقلبك» و«درب الزلق» و«الشاطر حسن» وشارك فى مسرحية «حضرة صاحب العمارة»، فيما قدم العديد من الأفلام منها: «إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين» و«عروسة المولد» و«ملك البترول» و«غرام المليونير» و«إجازة بالعافية» و«عروس النيل» و«شارع الحب و«بقايا عذراء» و«الأزواج والصيف» و«حماتي ملاك» و«إسماعيل ياسين فى البوليس السري» و«عودة الحياة» و«حياة امرأة» و«بنادى عليك» و«بحبوح أفندي» و«عروسة المولد».