سفير مصر بواشنطن: نرتبط بعلاقات استراتيجية مع أمريكا عابرة للحزبين «الجمهوري والديمقراطي»
أكد سفير مصر لدى واشنطن السفير معتز زهران، أن مصر والولايات المتحدة ترتبطان بعلاقات استراتيجية عابرة للحزبين الرئيسيين في أمريكا (الجمهوري والديمقراطي)، حيث عملت مصر على مدار عقود مع إدارات ديمقراطية وجمهورية مختلفة؛ دفعا للعلاقات الثنائية وفي سياق ملفات عدة ومتشعبة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وشدد السفير المصري - في حوار مع صحيفة (الأهرام) نشرته في عددها الصادر اليوم الجمعة - على وجود تفاهم مشترك صلب بين مصر والولايات المتحدة حول طبيعة ومقومات العلاقات الاستراتيجية والرغبة في ترسيخها وتوسيع نطاقها.
وفي سياق العلاقات الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة، أكد زهران أن العلاقات التجارية والاستثمارية مكون أصيل في العلاقات الثنائية، ومصر هي الشريك التجاري الأول في إفريقيا؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 6ر8 مليار دولار خلال عام 2019، كما بلغ حتى أكتوبر 2020 ما قدره 6ر5 مليار دولار، منها 8ر1 مليار دولار صادرات مصرية، و8ر3 مليار دولار وارادات من الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة هي ثالث أكبر مستثمر في مصر، حيث يقدر حجم الاستثمارات الأمريكي في مصر بـ 8ر22 مليار دولار، وتوجد مساحات كبيرة لزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين.
وعن حالة التضامن بين مصر وأمريكا خلال أزمة جائحة كورونا المستجد، قال السفير زهران، إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبريل 2020 بإرسال شحنات من المستلزمات الطبية والوقائية إلى الولايات المتحدة لمواجهة النقص الذي عانت منه بعض المستشفيات الأمريكية؛ خلف صدى إيجابيا وواسعا وعكس حالة التضامن بين مصر والولايات المتحدة، والتعاون المشترك لمكافحة فيروس كورونا.
وبخصوص سد النهضة الإثيوبي، قال سفير مصر لدى واشنطن، إن هناك بوادر ومؤشرات إيجابية تعكس استيعاب الإدارة الأمريكية الجديدة للتحدي الذي يفرضه سد النهضة وتأثيراته الأمنية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية الممتدة على أمن واستقرار المنطقة.
وأردف: "قمنا خلال الفترة الماضية بتكثيف التواصل مع الإدارة لوضعها في الصورة وشرح الجهود السابقة ومواطن تعثرها والتداعيات الوخيمة التي يمكن أن تترتب على استمرار النهج الإثيوبي الأحادي الحالي الذي يبقي فرض الأمر الواقع".
وبشأن حالة التفاؤل بين صفوف جماعة الإخوان الإرهابية بعد تولي إدارة أمريكية جديدة، قال السفير زهران "لا أحد يستطيع أن يملي أية توجهات على إرادة الشعب المصري"، مشيرًا إلى أن مصر في بداية ونهاية المطاف ليست "حقل اختبار لأطروحات نظرية أثبتت فشلها وبالتالي عدم قابليتها للتطبيق لا عمليا ولا حتى نظريا".
وحث السفير المصري، الإدارة الأمريكية الحالية على إدراك ما سبق وأخذه بعين الاعتبار في تقديراتها، وقال: إن فضح الأغراض الخبيثة لهذه الجماعة عبر إتاحة الوقائع والحقائق هو جهد ممتد ويلقي أذانا صاغية وعقولا مفتوحة، استيعابا للمنطق.
وشدد زهران، على أن المجتمع المصري لا يقصي أي تيارات سياسية أو اجتماعية أو دينية، إلا إذا أخذت من الإرهاب والعنف والتحريض والكراهية منهجا لعملها وأسلوب حياة، وهو حال أي مجتمع راشد يصبو إلى التقدم والرفعة والازدهار، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية هي التي انحرفت عن صحيح الدين، وأقصت نفسها بنفسها عن مكونات الدولة وسلامة المجتمع وتماسك النسيج والوحدة الوطنية.
وعن الملف الحقوقي، أوضح السفير المصري أن هناك جهدا مستمرا وممتدا لتطوير المنظومة الحقوقية في مصر وكذلك الولايات المتحدة؛ إذ أن هناك علاقة تبادلية تتعلق بكيفية الارتقاء بالأوضاع الحقوقية في الدولتين.
وتابع: النجاحات الموجودة في مصر غير مسبوقة، لاسيما في الحريات الدينية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وعلى رأسها الحق في الحياة والحق في التنمية والحق في السكن والحق في التعلم والحق في الصحة، مؤكدا أن ما تشهده مصر من تقدم في هذه المجالات مشهود لها.
وأكد السفير المصري الاهتمام المتواصل لدى القيادة بالحقوق المدنية والسياسية، مشيرًا إلى وجود مجالس حقوقية وقومية قائمة وفاعلة، بالإضافة إلى أنه تم تشكيل لجنة عليا لحقوق الإنسان مهمتها وضع استراتيجية وطنية شاملة لحماية والدفاع عن حقوق الإنسان، وهذه الاستراتيجية في طورها النهائي.