حقيقة قيادة القبطانة مروة السلحدار للسفينة البنمية الجانحة بـ قناة السويس.. القصة الكاملة
في الساعات الأخيرة، انتشرت شائعات مغرضة حول ارتباط مروة السلحدار، أول قبطان مصرية، بواقعة جنوح سفينة الحاويات العملاقة "إيفر جرين" داخل مجرى قناة السويس.
وأشارت بعض المعلومات المضللة، إلى أن السلحدار هي من كانت تقود السفينة، مع نشر صور لها على أحد المواقع الإنجليزية بدعوة أنها السبب في الواقعة.
ونفت مصادر ما أثير عن وجود علاقة بين القبطان مروة السلحدار والسفينة البنمية العملاقة التي كانت جانجة بقناة السويس.
ومع مراجعة "مستقبل وطن نيوز" للخبر المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، تبين أنه "مفبرك"، والخبر الحقيقي منشور على موقع "عرب نيوز" السعودي بتاريخ 20 مارس الجاري، وهو التوقيت الذي لم يتزامن مع واقعة جنوح السفينة البنمية بقناة السويس.
صورة الخبر الحقيقي:
صورةالخبر المفبرك:
وجاء في الخبر المنشور على الموقع السعودي، تحت عنوان " مروة السلحدار: أول قبطان مصرية تقود أمواج النجاح"، مايلي:
التحقت السلحدار، التي أحبت البحر منذ طفولتها، بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مصر، وانضمت إلى قسم النقل الدولي واللوجستيات.
لكن طموح مروة، التي تعمل حاليا على سفينة تابعة للهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، جذبها أكثر إلى البرنامج الذي كان يدرس شقيقها في قسم النقل البحري والتكنولوجيا.
واصطدمت آمال السلحدار بواقع يتمثل في اقتصارا للالتحاق بهذا القسم على الذكور فقط. لكنها دوامت على التقدم بطلب العضوية حتى تم قبولها في النهاية ، لتصبح أول امرأة مصرية تدرس في القسم.
حصلت السلحدار على دعم كامل من أسرتها رغم أن والدها كان قلقا في البداية بسبب صعوبات هذا التخصص ولكنه لم يعارض في النهاية استكمال دراستها التي انجذبت إليها.
وبدأت مروة إجراءات الانضمام إلى القسم ، وتم تقديم طلبها إلى رئيس الأكاديمية للنظر فيه. وطالب رئيس الأكاديمية بمراجعة القانون البحري للتحقق من إمكانية إصدار رخصة قبطان لسيدة مصرية، لأنها أول حالة من نوعها.
وبدأت مروة الاختبارات بالفعل، بعد التأكد من عدم وجود ما يمنع في القانون البحري.
اجتازت السلحدار الفحوصات الجسدية والطبية، وكذلك المقابلات الشخصية ، مما أثبت قدرتها على السيطرة والتعامل مع المواقف المختلفة، وانضمت إلى القسم مثل أي طالب آخر.
وقالت أول قبطان مصرية لموقع عرب نيوز: " بدأت رحلتي في القسم بصفتي الفتاة الوحيدة من بين 1200 طالب. واجهت صعوبة في التكيف، خاصة في السنة الأولى، لكن بتشجيع من حولي – وإيماني بتحقيق حلمي – تمكنت من التغلب على هذه التحديات وتخرجت في عام 2013".
بعد التخرج، انضمت السلحدار إلى طاقم السفينة "عايدة 4" برتبة ضابط ثان. وتقدمت بطلب للتسجيل كعضو في الطاقم الذي سيقود "عايدة 4" في الاحتفالات حفل افتتاح قناة السويس الجديدة وتمت الموافقة على طلبها.
في يوم الحفل قادت السلحدار سفينة "عايدة 4"، كأصغر وأول فبطان مصرية تعبر قناة السويس.
في عام 2017 ، تم تكريم السلحدار في يوم المرأة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأعربت الشابة المصرية عن فخرها بهذا التكريم، واعتبرته ليس فقط شكلاً من أشكال تقدير الدولة لما قامت به، ولكن أيضًا كدليل على اهتمام الدولة بتمكين المرأة المصرية ووضعها في مناصب قيادية.
واختارت موسوعة التكامل الاقتصادي العربي الإفريقي، السلحدار، من بين أفضل 20 امرأة عربية من حيث الإنجاز.
وتابعت السلحدار حديثها لموقع عرب نيوز، فقالت: "على عكس الرحلات السريعة ، يمكن أن تكون الرحلات البحرية طويلة وشاقة ويمكن أن تستغرق ما يصل إلى شهر أو أكثر. بالطبع ، في هذه الرحلات ، أنا المرأة الوحيدة بين زملائي من الرجال".
وأضافت "في البداية كان الأمر صعبًا بعض الشيء، لكن فيما بعد أصبحنا فريقًا وقمنا بتوزيع المهام بالتساوي. بسبب طول هذه الرحلات، أصبحنا جميعًا مثل الأشقاء".
وأوضحت السلحدار التي تعمل في هذا المجال منذ 10 سنوات، أن نسبة النساء في المناصب البحرية المماثلة لا تتجاوز 2٪ عالميا، مضيفة أن كونها أول امرأة مصرية في هذا الصدد يعد شرفا كبيرا لها، مشيرة إلى أن الكثير من الفتيات قد حذوها ودخلن المجال بعدها .
والآن ومع اقترابها من سن الـ30، تحلم مروة السلحدار بالحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، كما تأمل أيضًا ألا يعيق الزواج وتكوين أسرة حياتها المهنية المميزة.