«حكايات من دفتر الكفاح».. الأمهات المثاليات يروين لـ«مستقبل وطن نيوز» قصص العبور لبر الأمان
بسعادة غامرة، تلقت الأمهات المثاليات، نبأ الفوز في مسابقة الأم المثالية بعد إعلان وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، اليوم السبت، عن أسمائهن.
قصص كثيرة، روتها السيدات المكافحات على أبنائهن، لـ«مستقبل وطن نيوز»، تنوعت ما بين الكفاح من أجل تعليم الأبناء، والأم التي استطاعت أن تتعلم مع أبنائها، وحصلت على مؤهل، والأم التي شجعت أبناءها على العمل الخاص وإدارة وتنفيذ المشروعات الصغيرة دون الاعتماد على التعيينات الحكومية، والأم التي شاركت في الأنشطة الاجتماعية التطوعية، وقدرتها على دمج أحد الأبناء في المجتمع إذا كان من ذوى الاحتياجات الخاصة.
«أحلام» لم تتوقع الحصول على اللقب.. وشقيقتها هي من قدمت لها
أحلام فتحي عبد اللطيف طلب، الحاصلة على لقب الأم المثالية في محافظة سوهاج، قالت في تصريحات خاصة لـ"مستقبل وطن نيوز" إنها لم تكن تتوقع حصولها على اللقب، مؤكده أنها لم تقدم في المسابقة وأن أختها الدكتورة هيام عبدالراضي هي من قدمت لها.
وأضافت "أحلام"، البالغة من العمر 55 عاما، أن زوجها رجب عبدالكريم، كان يعمل مدير الجمعية المصرية للتنمية، وتوفى في حادث أثناء ذهابه إلى العمل عام 2010 وترك لها ولدين، مؤكدة: "شعرت وقتها أن العالم يضيق بي وأعلم جيدا أن تربية الأولاد صعبة وتحتاج إلى قوة وذكاء في التعامل، خاصة عندما يكونوا في فترة المراهقة".
وتضيف أحلام: "حزنت كثيرا بعد فقدان زوجي، لكن سرعان ما تماسكت نفسي وبدأت احتضن أطفالي، وأوضح لهم أن والدهم كان يتمني أن يراهم في أعلى المناصب، لذلك عليهم أن يجتهدوا ليحققوا رغبة والدهم، وبالفعل اجتهدت على أبنائي وحصدت ثمار تربيتهم"، مشيرة إلى أن ابنها أحمد، يبلغ من العمر 25 عاما، يعمل معيد بكلية حاسبات ومعلومات، و محمد 23 عاما، خريج كلية تجارة.
وتقول: "بعد وفاة زوجي تطوعت في أعمال الجمعيات الخيرية، مثل خدمات كفالة الأيتام والأسر الفقيرة، وكنت أرى سعادتي في مساعدة الغير واللجوء إلى الأعمال الخيرية، مؤكدة أنها كثيرا ما كانت تمر بلحظات ضعف وضيق وأنها واجهتها عدة أزمات في تربية أولادها، لكنها قاومت كل ذلك باللجوء إلى الله.
صباحة اشترت ماكينة خياطة لتوفير مصروفات تعليم الأبناء بعد وفاة الزوج
وفي الإسكندرية، أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي حصول صباحة أنور شنودة الجندي 63 عامًا، على جائزة الأم المثالية على مستوى الأم المثالية.
صباحة، من أصول سوهاجية، تزوجت وهي في عمر الزهور حيث كان عمرها 18 عامًا وتوفى زوجها وكان عمرها 25 عامًا، بعدما أنجبت 3 أبناء أكبرهم 4 سنوات وأصغرهم 7 أشهر.
بعد وفاة زوجها كان معاشها لا يتجاوز 25 جنيها لأنه ترك عمله قبل وفاته بفترة بسيطة، ولكنها أصرت على تعليم أبناءها، واشترت ماكينة خياطة لتوفير مصروف إضافي لتعليم أبناءها.
وبعد أن كبر أولادها بدأوا في العمل في فترة الصيف لمساعدة والدتهم وتوفير احتياجاتهم، وباعت الأم ذهبها لتوفير احتياجاتهم.
وأشارت إلى أن ابنها الأكبر تخرج من كلية الهندسة، والابنة الوسطى تخرجت من كلية التربية، والصغرى تخرجت من كلية التجارة وتعمل محاسبة.
نورا.. كفاح 15 عاما لتربية الأبناء حتى وصلوا لكليات القمة
واختارت وزارة التضامن الاجتماعي، نورا السعيد عبدالعزيز عطالله، ابنة مدينة الجمالية، لتحصل على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة الدقهلية، بعد كفاح استمر لنحو 15 عامًا، تغلبت خلالها على الكثير من المصاعب والمتاعب، منذ وفاة زوجها، وتوليها تربية أبنائها الثلاثة، حتى وصلوا إلى كليات القمة.
وتبلغ نورا من العمر 51 عامًا، وهي أرملة منذ 15 عامًا، وحاصلة على الشهادة الإعدادية، وتعمل في مجال التجارة.
تزوجت الأم المثالية من زوج يعمل إداريًا بأحد الإدارات التعليمية، ولديه عمل آخر في محل تجارة الأخشاب، لكنه توفى بعد 15 عامًا من زواجهما، وترك لها 3 أبناء في عمر 15 عامًا، و13 عامًا، و9 أعوام، ومعاش 340 جنيهًا.
ولمواجهة متطلبات الحياة ومصاعبها، اضطرت للخروج للعمل، وعملت في محل زوجها، وفوجئت بوجود مديونية، فاتفقت مع التجار على شراء البضائع بالقسط لتسديد ديونها، وكانت تقف مع العمال وتشرف على العمل وتراجع الحسابات بنفسها.
كما كرست حياتها لتعليم أبنائها، ورفضت أن يترك ابنها الأكبر دراسته لمساعدتها في العمل، وأقنعته بالعودة للمدرسة مرة أخرى، فكانت تقوم بدور الأب والأم معا.
لم تتخل نورا عن والديها، بالرغم من ثقل الحمل عليها، حيث كانت تنظم وقتها لخدمة والدتها المريضة، ووالدها المصاب بالزهايمر وتصلب الشرايين وقصور بالدورة الدموية، وظلت ترعاهما حتى توفيت الوالدة.
تفاني الأم في رعاية أسرتها أصابها بعدة أمراض، لكنها كانت ترفض الذهاب للطبيب توفيرًا للنفقات، وبفضل مثابرتها وكفاحها، حصل ابنها الأكبر على بكالوريوس تجارة، والأوسط على بكالوريوس هندسة، والأصغر طالبًا بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة.
سمية.. أبنائي كل حياتي وإرادة الله أقوى في استكمال المسيرة
«توفي زوجي منذ 22 عامًا، وترك لي رنا في عمر 6 سنوات، و أحمد وقتها ثلاث أعوام ونصف، ووقتها قررت أن أحافظ عليهما وأجد على تربيتهما لينفعا المجتمع، ويكونا سيرة طيبة لوالدهما رحمة الله عليه"، بهذه الكلمات بدأت الأم المثالية لعام 2021 عن محافظة الشرقية سمية عمر علي دبل، والمقيمة بمنطقة الصيادين بمدينة الزقازيق، حديثها لـ "موقع مستقبل وطن نيوز".
وأكملت: "أبنائي هم من قدمو لي أوراق الترشح للفوز بلقب الأم المثالية، وأنا لم أضيف جديدا فهذا واجبي، فأولادي كل حياتي، وأقل شئ قدمته هو اهتمامي بهم، ودائما معهم أقدم يد العون والنصيحة".
وأشارت إلى أنها خريجة كلية دراسات إنسانية وتعرفت علي زوجها محمد السيد وتم الزواج ورزقا بـ"رنا وأحمد" ولكن إرادة الله كانت أقوى لتستكمل المسيرة وحدها أب وأم على مدار أكثر من عقدين.
وأضافت الأم المثالية على مستوى الشرقية أنها تمكنت من تعليم أبنائها تعليما عاليا حيث أصبحت "رنا" نقيبا في القوات المسلحة وأحمد حصل على ليسانس حقوق ليلتحق طالبا في أكاديمية الشرطة.
فاتن طاهر.. عبرت بأبنائي إلى بر الأمان بعد وفاة زوجي
قالت فاتن طاهر السيد الشناوي، الفائزة بالمركز الأول فى مسابقة الأم المثالية عام 2021 عن محافظة بني سويف "مشاهد حياتى تمر أمامي الآن منذ لحظة زواجي وإنجابي لأطفالي ثم بعدها وفاة زوجي وتحملي المسؤولية كأم وأب في نفس الوقت لمدة 34 عامًا".
وأضافت فاتن، 65 عامًا، مأمورة ضرائب عقارية سابقة: "ما زلت أتذكر يوم وفاة زوجى الذى لم يرى ابنه الأصغر هشام، فقد كنت حامل فيه فى شهر، واتصلت بزوجى النقيب مصطفى عبدالصبور، الذي كان يعمل معاون مباحث مركز ملوى بالمنيا وقتها وأخبرته أننى حامل، فكان سعيدًا، وكنا قد اتفقنا على انتقالنا لمحافظة المنيا للإقامة هناك نظرًا لعمله، وبالفعل جهزت أغراضنا لنتقل للعيش معه فى المنيا بجوار عمله، وفى نفس اليوم 23 إبريل 78 الساعة 12 مساءً، توفي زوجى وترك لي ابنتي دينا ثم انجبت ابني هشام".
واستطردت: "عشت سنة كاملة وأنا مش مصدقة إن زوجى مات وبعد ما وضعت ابنى سألونى هتسمى الطفل إيه رديت قلت أبوه كان بيقول لى يا أم هشام وفعلا سجلت مولودى الصغير هشام، وبدأت حياتى وعشت إلى أن وصل أبنائى إلى بر الأمان، كما كان يتمنى زوجى دائما".
وواصلت: ربيت أبنائي وسعادتهم على أن يتفوقوا علميًا، حتى وصلت ابنتي دينا إلى استاذ بكلية الطب البشرى بجامعة بنى سويف، و هشام طبيب أسنان، وعشت لأولادي، أذاكر معهم واصطحبهم إلى المدرسة إلى أن اكرمنى الله فيهم فى الثانوية العامة وحصلوا على درجات مشرفة أهلتهم لدخول كلية الطب البشرى والأسنان".
وأضافت: "مشاهد حياتى تمر أمام عينى دائمًا فأكثر من 33 عامًا عشتها فى ما بين أولادى وعملى فى الضرائب العقارية، ورفضت الزواج مرة ثانية ووقف ربى معى، حتى أننى فى 2016 ذهبت لتأدية فريضة الحج وشكرت ربى على ما أنا فيه".
وفاء.. اسم على مسمى
وحصدت وفاء عبد الحافظ عبد المطلب، لقب الأم المثالية على مستوى محافظة الوادي الجديد، وذلك بعد أن إعلان وزارة التضامن الاجتماعي اليوم أسماء الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية.
"وفاء" من مواليد 26 يناير 1961، وتبلغ من العمر 60 عاما، وتعيش في منطقة " القلقان" بمدينة الخارجة في محافظة الوادي الجديد، ولديها 3 أبناء كلهم يعملون في وظائف حكومية وحاصلين على مؤهلات عليا.
تقول وفاء، إن زوجها " عبد الوهاب عبد الحميد محمد"، كان يعمل مهندسا مدنيا حرا، وفي مجال المقاولات وتوفي في مايو عام 1995، بعد رحلة مرض مع الكبد، تاركا خلفه 3 أطفال أكبرها " حنان" كانت تبلغ من العمر 10 سنوات.
وتضيف أنها حاصلة على دبلوم معلمين وكانت لا تعمل ولم تخرج لمجال العمل خلال فترة حياة زوجها لما كان يقدمه لأسرته من جميع وسائل الراحة ومستوى معيشي جيد، إلا أنها اضطررت للخروج للعمل لكي تنفق على الأطفال عقب وفاته مباشرة حيث كانت تعمل في مجال التعليم ولكنها كانت قد حصلت على إجازة بدون راتب طوال فترة حياة زوجها.
ونشير إلى رفضها الزواج عقب وفاة زوجها وفضلت تربية أبنائها الثلاثة متحملة ظروف الحياة ومتكبدة عناء المعيشة مع 3 أطفال في سن صغيرة، وبالفعل نجحت في تربيتهم جميعا حيث أن ابنتها الأولى هي " حنان" حصلت على بكالوريوس تجارة خارجية جامعة حلوان عام 2005م، وتعمل حاليا موظفة في بنك، بينما شقيقها الأوسط " محمد" حصل على بكالوريوس تجارة جامعة أسيوط عام 2010م، ويعمل حاليا موظفا بالديوان العام للمحافظة، فيما حصل الابن الأصغر على بكالوريوس طب بشري عام 2018، ويعمل طبيبا حاليا بمستشفى الخارجة العام.
أوضحت وفاء، أنها تظل تكافح مع أبنائها الثلاثة لحين خروجها للمعاش وكانت آخر وظيفة لها هي مدرسة تربية دينية ونشاط بمدرسة أنور البارودي بمدينة الخارجة، مؤكدة أنها كانت حريصة على استكمال تعليمهم الجامعي وإيجاد فرص عمل لهم لائقة، كما نجحت في مساعدة وتجهيز ابنتي الكبرى وشقيقها الأصغر محمد، على الزواج، ولدي أحفاد حاليا.
سعيدة.. حاسة إني عمري بقى 14 سنة
سعيدة رزق، الحاصلة على المركز الثاني بمسابقة الأم المثالية، قالت إنها لم تكن تتوقع أن تفوز في المسابقة، معلقة: "لحد ما دخلت القاعة كنت مش مصدقة أني هقابل وزيرة التضامن الاجتماعي.. وبكرة هقابل الرئيس عبدالفتاح السيسي".
وأشارت "سعيدة"، إلى أن إحدى المسؤولين في برنامج تنمية الطفولة هى من قدمت لها في المسابقة، لافتة إلى أنه على الرغم من تقديم قصة كفاحها في المسابقة إلا أنها لم تكن تتوقع أنها ستفوز بأي مركز.
وأضافت الحاصلة على المركز الثاني بجائزة الأم المثالية، "أنا حاسة إني رجعت للوراء، وبقى عندي 14 سنة".