رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

وكيل الأزهر: سنظل نحمل لواء الوسطية والتجديد في الفكر الإسلامي

نشر
مستقبل وطن نيوز

قال وكيل الأزهر، الدكتور محمد الضويني، إن الله ختم الرسالات برسالة سيدنا محمد ﷺ، ولما كانت رسالته عامة وخالدة وباقية مع تغير الحياة نفسها كان التجديد بديلا عن تتابع النبوات، الذي كان في الأمم السالفة، مشيرًا إلى أن النبوة قد انتهت بكل عطاءاتها وقيمها إلى المجددين من هذه الأمة، من ورثة الأنبياء من العلماء، الذين يصلحون ما أفسده الناس كما قال المولى عز وجل «ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا».

جاء ذلك في كلمة الضويني، اليوم السبت، خلال المؤتمر العلمي لكلية الدراسات الإسلامية للبنين بكفر الشيخ، تحت عنوان: «تجديد العلوم العربية والإسلامية بين الأصالة والمعاصرة»، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

وأكد الضويني أن الأزهر سيظل مجددا للفكر الإسلامي المستنير، وحاملا للواء الوسطية والتيسير؛ بما ينفع الناس، ويحقق مصالحهم، وهذا عهدنا الدائم بعلماء الأزهر الأفذاذ الذين زخر بهم منذ إنشائه وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


وأضاف أن هذه الرسالة الخاتمة تمثل منظومة متكاملة تشمل العقيدة والعبادات والأخلاق، وهي منظومة متماسكة الأجزاء، متفاعلة فيما بينها، مؤكدًا أنه لا يتم فهم أي جزء منها إلا من خلال علاقته بهذه الوحدة المتكاملة؛ ولذلك لا يمكن أن نستوعب مبدأ تجديد العلوم والمعارف الإسلامية، إلا في ضوء ذلك الفهم التكاملي.
وأوضح الضويني أن أمتنا وإن كانت تعيش أزمة حقيقية، تعددت أعراضها، وتنوعت آثارها؛ فإن جانبا منها يتعلق بإعمال العقل فيما يستجد في الحياة..مشيرا إلى أن سنة الله في خلقه مبنية على التطوير والتجديد من غير استغناء عن الأصول، فمفتاح التجديد في الفكر الإسلامي هو فهم الإسلام من أصوله فهما سليما خالصا من الشوائب، بعيدا عن تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، مع اعتبار لمعطيات الواقع في كل مجالات الحياة، مبينا أن الفكر الإسلامي لديه القدرة الخلاقة على البعث والإحياء والتجدد فهو فكر قادر على أن يجدد نفسه داخليا، وأن يجدد الواقع من حوله خارجيا؛ لأنه فكر يجاري السنن الإلهية في الكون.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر العلمي تتمثل أهميته فيما يتوقع أن ينتج عنه من أفكار تعمل على مواجهة الفكر الهدام الذي يدعو إلى الانسلاخ من ثوابت الأمة وقيمها، وفيما يمكن أن يبرزه من جهود تجديدية قام بها أعلام التراث الإسلامي والعربي، وفيما يكون فيه من توثيق العلاقات العلمية والإنسانية بين المشاركين على اختلاف التخصصات والدول، وفيما يكشفه مما في هذا التراث من عناصر متجددة مواكبة للتطور الحضاري، بما يضمن تكوين عقلية مستنيرة ومعتدلة تميز بين الثابت والمتغير، والكليات والجزئيات، والأصول والفروع، وتراعي الأولويات فتضع في المقدمة قضايا الأمة المصيرية؛ لتنهض من كبوتها، وتخطو إلى الأمام على هدى وبصيرة.
وأكد الدكتور الضويني أن الأمة المسلمة بذلت – عبر تاريخها القديم والحديث – جهودا علمية كبيرة في تجديد العلوم الإسلامية أسفرت عن تراث علمي خصب وهائل، يقدر بعشرات الكتب والمصنفات والبحوث، في مختلف فروع المعرفة الإسلامية وتخصصاتها.
وألمح إلى أنه إيمانا من الأزهر بحتمية تجديد الفكر لمواكبة المستجدات، وتحقيقا لمصالح الناس في مختلف المجالات فقد دعا الأزهر الشريف أبرز علماء المسلمين في العالم للتباحث حول «التجديد في الفكر الإسلامي»، وعقد لذلك مؤتمرا عالميا في يناير من عام 2020م، شمل العديد من الجلسات الحوارية، نوقشت فيها قضايا التجديد، أعلن علماء الأمة للعالم كله من رحاب الأزهر الشريف عدة توصيات تأسيسية لمنهجية التجديد.

عاجل