باحثون سويديون يحذرون من ارتفاع الإنسولين قبل تطور الخلايا المقاومة
حذر باحثون في جامعة جوتنبرج بالسويد من أن مستوى الإنسولين في الجسم يرتفع أولًا قبل ظهور أعراض الإصابة بالمرض.
وأظهرت الدراسة -التي نُشرت في عدد مارس من مجلة "EBioMedicine" الطبية- أن الأحماض الدهنية الحرة (FFA) في الدم تؤدي إلى إفراز الأنسولين حتى عند مستوى السكر في الدم الطبيعي، دون مقاومة الإنسولين العلنية غير المعوّضة في الخلايا الدهنية.
وأوضحت الدراسة أن ارتفاع مستويات الأحماض الدهنية الحرة (FFA) في الدم بعد صيام ليلة يزيد من إنتاج الأنسولين في الصباح.
وقد قارن الباحثون عملية التمثيل الغذائي في الأنسجة الدهنية (تخزين الدهون) بين 27 شخصًا تم اختيارهم بعناية، إلى جانب 9 أشخاص يتمتعون بوزن طبيعي، و9 أشخاص يعانون من البدانة ولكن مستويات السكر في الدم لديهم طبيعية، و9 أشخاص يعانون من السمنة ومرض السكري في مراحل متقدمة في آن واحد.
ولعدة أيام، خضع المشاركون في الدراسة لفحوص مكثفة أخذوا فيها عينات في ظل ظروف مختلفة، وتم تحليل التمثيل الغذائي والتعبير الجيني في الدهون تحت الجلد للمشاركين، ومستويات السكر في الدم، والإنسولين، ومستويات الأحماض الدهنية الحرة (FFA) في دمائهم.
وقد ثبت أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وليس مرض السكري، لديهم نفس مستويات السكر في الدم الطبيعية مثل الأفراد الأصحاء ذوي الوزن الطبيعي.
وقال الدكتور إيمانويل فريك طبيب مقيم بكلية الطب في أكاديمية سهالجرينسكا التابعة لجامعة جوتنبرج في السويد: "من المثير للاهتمام أن الأشخاص غير المصابين بمرض السكري لديهم مستويات مرتفعة من كل من الأحماض الدهنية الحرة والإنسولين في دمائهم، وكانت تلك المستويات مماثلة أو أعلى من المستويات التي تمكنّا من قياسها في الدم من المشاركين المصابين بالسمنة ومرض السكري من النمط الثاني".
وقد لاحظ الباحثون نفس النمط في دراسة سكانية تستند إلى عينات دم مأخوذة من 500 شخص بعد صيام ليلة كاملة.
وقال الباحثون: "لقد رأينا صلة بين الأحماض الدهنية الحرة والإنسولين، حيث تساهم في زيادة إفراز الإنسولين على المعدة الفارغة".
وتوجد الأحماض الدهنية الحرة بشكل طبيعي في مجرى الدم، ومثلها مثل الجلسرين، فهي نتاج عملية التمثيل الغذائي للدهون في الجسم.
وفي الحالات التي خضعت للدراسة، ثبت أن كمية الجلسرين التي تم إطلاقها هي نفسها على نطاق واسع لكل كيلو جرام من دهون الجسم، بغض النظر عما إذا كان وزنهم طبيعيًا، أو يعانون من السمنة وحدها، أو يعانون أيضًا من مرض السكري من النمط الثاني.
يُذكر أن مرض السكري من النمط الثاني يُعد أحد أكثر الأمراض شيوعًا حول العالم، ويتعرض مرضى السكري لخطر متزايد للإصابة بعدد من الحالات الخطيرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية (التي قد تؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية).