«180دقيقة تحت سحابة سوداء ».. تفاصيل حريق العبور
لم يكن يومًا عاديًا في حياة عمال مصنع يتكون من 4 طوابق ويعمل في إنتاج الملابس الجاهزة، على مساحة 200 متر، انقلب الحال فجأة في المصنع، الذي كان ينعم بهدوء تام بعد تسلم "الورديات الصباحية"، وانتظامهم في العمل، قبل أن يسمعوا أصوات الصراخ والاستغاثات من داخل المخزن.
انَدفع العمال إلى خارج المصنع، الكل يتسارع من أجل إنقاذ أنفسهم وهما يَشهقوا وتَتسارع أنفاسهم، هَلع من مشهد الحريق المشتعل، الذي بدأ بدخان وانقلب إلى انفجار، "النار كانت طايلة السما، وبتنتشر بسرعة مش طبيعية"،- بحسب رواية أحد شهود العيان-.
رغم قوة النيران، كان عدد من المتواجدين يحاولون إنقاذ الآخرين من الوقوع فيها، فيما وقف البعض يلتقطون أي وسيلة متاحة لمحاولة الإطفاء "طفاية أو أي مياه"، لكن سرعة انتقال الحريق أعجزتهم "محدش كان أسرع من النار".
قسموا عدد من الشباب أننفسهم إلى مجموعات بعدما عجزوا في الإطفاء، "مجموعة مسؤولة عن الإخلاء، وأخرى إبلاغ الإطفاء والإسعاف، ومجموعة مساعدة كبار السن، والسيدات، فيما كانت هناك مجموعة تتعامل مع الحريق من بعيد.
أدخنة كثيفة بدت واضحة، تصاحبها أصوات انفجارات متتالية وسط حالة من الخوف والقلق الشديدين انتاب كثيرين، بعد دقائق من العمل المضني وصلت أول دفعة من سيارات الإطفاء، والإسعاف، انسحب الأهالي بعيدًا عن النيران المشتعلة، كان عدد من الموظفين طالتهم النيران، وقام المتواجدين بإنقاذ أجسادهم حتى حضرت سيارات الإسعاف، ونقلوا فيها.
استمر الحريق لما يقرب من 180 دقيقة، بعدها كان يتجدد بصورة متقطعة، بسبب انفجار المواد الكيماوية المتواجدة بالمخزن، خلّف الحريق الذي اندلع 20 شخص حتى الان تم نقل 16 منهم إلى مستشفى السلام بالقاهرة و4 لمستشفى الصحة النفسية بالخانكة، كما أصيب 24 شخصًا تم نقل 5 منهم لمستشفى بلبيس بالشرقية و19 لمستشفى السلام بالقاهرة، حيث قامت إدارة الحماية المدنية بالسيطرة على الحريق وجاري إعمال التبريد.
وأكدت المعاينة، أن غازات صادرة عن مواد كيماوية، في مخزن المصنع، تسببت في حدوث انفجار، أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا والمصابين.
وانتقل فريق من النيابة العامة والمعمل الجنائي بالعبور إلى مكان الحريق لفحص المكان، وحصر التلفيات والخسائر، ومعرفة ما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه، وطلبت النيابة ملف المصنع لمعرفة ما إذا كان مرخص من عدمه.
وقررت النيابة انتداب المعمل الجنائي لمعرفة سبب الحريق، وحصر التلفيات وانتداب الطب الشرعي لاتخاذ اللازم وتحديد هوية الجثث، وانتداب لجنة لمعاينة المباني الملاصقة للمصنع وبيان مدى تضررها من الحريق.