كما رواها النبي محمد.. تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج

تعد رحلة الإسراء والمعراج، من المعجزات التي اختص الله بها النبي الكريم، تكريمًا له وبيانًا لشرفه صلى الله عليه وآلة وسلم، وليطلعه ربنا عز وجل على بعض آياته الكبرى.

وحول تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج، كما رواها النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: «بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان- أي: في ابتداء الحال ثم استمر يقظان في القصة كلها- فأُتيتُ بطستٍ من ذهبٍ مُليئ حكمةً وإيمانًا، فشُق من النحر إلى مراق –ما رق من البطن- البطن، ثُم غُسل البطنُ بماء زمزم، ثُم مُلء حكمةً وإيمانًا، وأُتيتُ بدابةٍ أبيض دُون البغل وفوق الحمار البُراقُ.

وتابع "فانطلقتُ مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا، قيل: من هذا، قال: جبريلُ. قيل: من معك، قيل: مُحمدٌ، قيل: وقد أُرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا به، ولنعم المجيء جاء. فأتيتُ على آدم، فسلمتُ عليه، فقال مرحبًا بك من ابنٍ ونبي.

وأضاف "فأتينا السماء الثانية، قيل من هذا قال جبريلُ. قيل من معك قال مُحمدٌ -صلى الله عليه وسلم- قيل أُرسل إليه قال نعم، قيل مرحبًا به ولنعم المجيء جاء فأتيتُ على عيسى ويحيى فقالا مرحبًا بك من أخٍ ونبي. فأتينا السماء الثالثة، قيل من هذا قيل جبريلُ. قيل من معك قيل مُحمدٌ. قيل وقد أُرسل إليه قال نعم. قيل مرحبًا به ولنعم المجىءُ جاء. فأتيتُ يُوسُف فسلمتُ عليه، قال مرحبًا بك من أخٍ ونبي فأتينا السماء الرابعة، قيل من هذا قيل جبريلُ، قيل من معك قيل مُحمدٌ -صلى الله عليه وسلم- قيل وقد أُرسل إليه قيل نعم، قيل: مرحبًا به، ولنعم المجىءُ جاء.

وتابع النبي محمد صل الله عليه وسلم: "فأتيتُ على إدريس فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا من أخٍ ونبي. فأتينا السماء الخامسة، قيل: من هذا، قال: جبريلُ. قيل: ومن معك، قيل: مُحمدٌ. قيل: وقد أُرسل إليه، قال: نعم. قيل: مرحبًا به، ولنعم المجىءُ جاء. فأتينا على هارُون، فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من أخٍ ونبي. فأتينا على السماء السادسة، قيل: من هذا، قيل: جبريلُ. قيل: من معك، قال: مُحمدٌ-صلى الله عليه وسلم-. قيل: وقد أُرسل إليه مرحبًا به، ولنعم المجيء جاء. فأتيتُ على مُوسى، فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من أخٍ ونبي.

وقال النبي محمد: "فلما جاوزتُ بكى-شفقة على قومه حيث لم ينتفعوا بمتابعته انتفاع هذه الأمة بمتابعة نبيهم ولم يبلغ سوادهم مبلغ سوادهم-. فقيل: ما أبكاك، قال: يا رب، هذا الغُلامُ الذى بُعث بعدي يدخُلُ الجنة من أُمته أفضلُ مما يدخُلُ من أُمتى. فأتينا السماء السابعة، قيل: من هذا، قيل: جبريلُ. قيل: من معك، قيل: مُحمدٌ. قيل: وقد أُرسل إليه مرحبًا به، ونعم المجيء جاء. فأتيتُ على إبراهيم، فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من ابنٍ ونبي، فرُفع-كشف- لي البيتُ المعمُورُ، فسألتُ جبريل فقال: هذا البيتُ المعمُورُ يُصلى فيه كُل يومٍ سبعُون ألف ملكٍ، إذا خرجُوا لم يعُودُوا إليه آخر ما عليهم، ورُفعت-كشف- لي سدرةُ المُنتهى فإذا نبقُها كأنهُ قلالُ هجرٍ، وورقُها كأنهُ آذانُ الفُيُول، في أصلها أربعةُ أنهارٍ نهران باطنان ونهران ظاهران، فسألتُ جبريل فقال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران النيلُ والفُراتُ.

وأضاف قائلا:" ثُم فُرضت على خمسُون صلاةً، فأقبلتُ حتى جئتُ مُوسى، فقال: ما صنعت،

 قُلتُ: فُرضت عليَّ خمسُون صلاةً. قال: أنا أعلمُ بالناس منك، عالجتُ بنى إسرائيل أشد المُعالجة، وإن أُمتك لا تُطيقُ، فارجع إلى ربك فسلهُ-أي التخفيف-. فرجعتُ فسألتُهُ، فجعلها أربعين، ثُم مثلهُ-أي: ثم قال موسى مثل ما تقدم من المراجعة وسؤال التخفيف-, ثُم ثلاثين، ثُم مثلهُ فجعل عشرين، ثُم مثلهُ فجعل عشرًا، فأتيتُ مُوسى فقال مثلهُ، فجعلها خمسًا، فأتيتُ مُوسى فقال ما صنعت قُلتُ جعلها خمسًا، فقال مثلهُ، قُلتُ سلمتُ بخيرٍ- فلم يراجعه تعالى لأنه استحيى منه جل وعلا-، فنُودى إني قد أمضيتُ فريضتي وخففتُ عن عبادي، وأجزى الحسنة عشرًا» رواه البخاري.

جدير بالذكر أن رحلة الإسراء والمعراج، هي معجزة اختص الله بها النبي الكريم، تكريمًا له وبيانًا لشرفه صلى الله عليه وآلة وسلم، وليطلعه ربنا عز وجل على بعض آياته الكبرى، الأمر الذي قد يدفع الكثير من التساؤلات حول حكم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج.

وتبدأ ليلة الإسراء والمعراج من مغرب اليوم الأربعاء، 26 رجب 1442هـ الموافق 10 مارس 2021، حتى فجر الخميس 27 رجب 1442هـ الموافق 11 مارس 2021.