أكد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن الكبائر ليست فقط الزنا والربا والسرقة بل يدخل في الكبائر أيضا الغيبة والنميمة وهضم حق الناس وأذيتهم أو الوقوع في أعراضهم.
وقال المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، في فتوى اليوم حول الفوائت من الصلاة: "فاتتني صلوات كثيرة، فهل يجوز لي وأنا أقضي الفوائت أن أصليَ سنن الصلوات الحاضرة والوتر وقيام الليل؟.. أولًا: من ترك الصلاة بغير عذرٍ عليه التوبة والاستغفار من ذلك الذنب".
وأضاف: ثانيًا: قَضاءُ الفوائت واجبٌ ولو كانت لمدة طويلة بلغت سنوات؛ لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فإن الله يقول: {وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِي} [طه: 14].
وأوضح: ثالثًا: الأصل أن يقضيَ الإنسانُ ما عليه من فوائتَ؛ لأنها واجبةٌ على الفور؛ بمعنى أنه كلما وجد وقتًا، فعليه أن يقضيَ فيه ما فاته ولا ينشغلَ بسننٍ أو نوافلَ؛ إذ الواجب مُقدَّم على المندوب والمستحب؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَالَ: "شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ الخَنْدَقِ عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي القِتَالِ مَا نَزَلَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: {وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَ} [الأحزاب: 25]، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِلَالًا فَأَقَامَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا لِوَقْتِهَا ، ثُمَّ أَقَامَ لِلعَصْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا ، ثُمَّ أَذَّنَ لِلْمَغْرِبِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا" وهذا مذهب الجمهور".
وتابع: ويرى الحنفيَّةُ جوازَ صلاة السنن الراتبة التي لها أجرٌ منصوصٌ عليه في الشرع مع قضاء ما عليه من فوائت، والخلاصة: أنَّ عليك أنْ تقضيَ ما عليك من صلواتٍ؛ إذ هي مُعَلَّقةٌ بِذِمَّتِك، حتى تستشعرَ أنك قضيتها، وذلك خُرُوجًا مِن خلاف الفقهاء، ثم تصلي بعد ذلك ما شئتَ من الرواتبِ والنوافل".