غادة والي: مكافحة الإرهاب في أفريقيا تتطلب منظوراً شاملاً يدعم سيادة القانون
أكدت غادة والي المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة المعنية بالمخدرات والجريمة على أن مكافحة الإرهاب في أفريقيا في المرحلة المقبلة، خاصة على ضوء التحديات ذات الصلة بجائحة كورونا، سوف يحتاج إلى منهج متكامل يأخذ في الاعتبار الروابط بين الإرهاب والجريمة المنظمة والفساد، ويمَكن المجتمعات الأفريقية من التصدي لكافة هذه التهديدات بشكل مستدام وإعلاء سيادة القانون، في ظل محاولات الجماعات الإرهابية استغلال الظروف الراهنة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لتنفيذ عملياتها.
جاء ذلك خلال مشاركة غادة والي، في النسخة الثانية من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، والتي تعقد هذا العام عبر الإنترنت وتركز على كيفية إعادة البناء بشكل ناجح في أفريقيا في أعقاب جائحة كورونا.
وحذرت والي من السماح لأزمة الجائحة بأن تحول دون تقديم الدعم اللازم للدول الأفريقية في مواجهة الإرهاب، خاصة في ظل تفاقم الفقر والأوضاع الصعبة التي تمثل أرض خصبة للإرهاب للانتشار والتجنيد، وتزيل العوائق أمام الجريمة المنظمة والفساد اللذين يدعمان الإرهاب وتمويله وتسليحه، خاصة في ظل تزايد الفجوات الاقتصادية والاجتماعية بين أفراد المجتمعات الأفريقية، فضلاً عن استمرار التدفقات المالية غير المشروعة، والتي تتضمن عائدات الجريمة والفساد، في حرمان أفريقيا من أكثر من 88 مليار دولار أمريكي سنوياً يتم تحويلهم بشكل غير شرعي إلى خارج القارة.
وأكدت على وقوف منظمة الأمم المتحدة المعنية بالمخدرات والجريمة إلى جانب الدول الأفريقية في التصدي للإرهاب والتحديات ذات الصلة، مشيرة إلى أن المنظمة نجحت بالتعاون والشراكة مع المؤسسات الأفريقية في تقديم الدعم الفني لدول القارة على الرغم مما تفرضه الجائحة من تحديات، حيث قامت المنظمة بتدريب أكثر من 2000 من أفراد مؤسسات العدالة الجنائية في الدول الأفريقية في مجالات مكافحة والوقاية ضد الإرهاب خلال الجائحة، بما في ذلك عن طريق منصة التعليم الالكترونية الخاصة بالمنظمة.
وأوضحت والي أن مجالات الدعم الذي تم تقديمه ضمت مكافحة تمويل الإرهاب واستخدام الإنترنت لأغراضٍ إرهابية وتعزيز قدرات نظم العدالة الجنائية في التعامل مع قضايا الإرهاب، بالإضافة إلى جمع الأدلة من ساحات الصراع، وتطوير آليات وأساليب إدارة السجون والترويج لإعادة ادماج المسجونين في المجتمع لرفع الوقاية ضد التطرف في السجون.
كما نوهت والي في هذا الصدد إلى أن منظمة الأمم المتحدة المعنية بالمخدرات والجريمة قامت الأسبوع الماضي بإطلاق الرؤية الاستراتيجية لأفريقيا 2030، والتي تعكس تحولاً في عمل المكتب في أفريقيا ينتهج منظوراً شاملاً يركز على الإنسان ويهدف إلى توظيف الأدوات الحديثة لمواجهة الإرهاب والفساد والجريمة والمخدرات، وتمكين كافة أفراد المجتمع من أجل التصدي لهذه التهديدات وتحقيق التنمية المستدامة.
وجاءت مشاركة غادة والي في منتدى أسوان كمتحدثة رئيسية في الجلسة المخصصة لمناقشة مكافحة الإرهاب في ظل الجائحة، وهي الجلسة التي شهدت أيضاً مشاركة ممثلي الاتحاد الأفريقي، وسكرتارية لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن، ومنظمات المجتمع المدني.
وقامت والي عقب مشاركتها في الجلسة بالإعراب عن شكرها وتقديرها لمصر ولوزارة الخارجية على الحرص على تنظيم هذه النسخة الثانية من منتدى أسوان وإنجاحها، على الرغم من الصعوبات الناتجة عن الجائحة، مشيرة إلى أن المنتدى أصبح بمثل منصة هامة لتناول الأمن والسلام والتنمية في أفريقيا، وأن المنظمة الأممية المعنية بالمخدرات والجريمة تشارك في المنتدى للعام الثاني على التوالي.