سر اختفاء يوسف شعبان عن المشهد في السنوات الأخيرة
الفنان الذي ملأ الشاشة الكبيرة والصغيرة بمئات الأعمال السينمائية والدرامية قرر أن يعتزل في نهاية حياته، ويبتعد عن الوسط، ويصبح بعيدًا عن الأضواء التي كانت تسلط عليه عبر عشرات السنين.
250 عملًا شارك فيها يوسف شعبان كتبت له الخلود، وجعلته واحدًا من أساطير الفن، ورواده الذين ساهموا في أن تصبح القاهرة هي هوليود الشرق.
مات يوسف شعبان حزينًا على الجيل الحالي بسبب ما حدث من تدمير أخلاقي في الفن، مستغربًا من أن الفن بات يستمد موضوعاته من الحوادث، ومتسائلًا عن غياب الأدب.
"جيل بحاله اتحكم عليه بالإعدام".. إنها عبارة يوسف شعبان التي رددها لافتًا إلى أن هذا الجيل من المخرجين عمل هو معهم حينما كانوا مساعدين لكبار مخرجي السينما المصرية، وعندما تولوا المسؤولية صاروا امتدادًا لهذا الجيل، ولكنهم في الوقت الحالي تم إبعادهم بقرار لا يعرف من المسؤول عنه.
وكان الفنان الكبير يرى أن جيله استلم الراية ممن سبقوه وأكملوا العمل الخاص بهم، بينما الجيل الحالي لا يعطي أي دليل على استلامه للراية من الجيل السابق.
وقال في تصريحات صحفية، إن الأعمال التي تقدم في الوقت الحالي لا تشرف أي مصري، بعدما صارت شركات الإنتاج تتسابق من أجل توزيع أعمالها على الدول العربية، عكس ما كان يحدث في السابق، حينما كان الخارج هو من يطلب الأعمال المصرية ويسعى خلفها.
وضرب مثلًا بالهند التي تنتج 700 فيلم في العام، بينما تكتفي مصر بعدد قليل جدًا من الأعمال، التي تصور المصريين على كونهم بلطجية، ووجه اللوم على من يتباهون بحصولهم على الملايين قائلًا: إن الله يمنح الفنان الموهبة من أجل خدمة الآخرين وليس من أجل التباهي عليهم.
مناخ لم يتحمله يوسف شعبان ما جعله يقول "مقدرش أشتغل في مناخ بهذا الشكل، معربًا عن دهشته من غياب وزارة الثقافة مما يجري على الساحة، خاصة أن السينما في السابق كانت مصدرًا هامًا للدخل.