البداية بتطوير 1443 قرية.. قطار «حياة كريمة للمصريين» ينطلق من محطته الأولى
تشهد مراكز وقرى محافظات مصر على امتدادها، حالة من الاستنفار الشديد، للبدء في تنفيذ مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حياة كريمة لتطوير القرى المصرية، التي تهدف للتخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر احتياجًا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر، بالإضافة إلى الارتقاء بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للأسر في القرى الفقيرة، وتمكينها من الحصول على كافة الخدمات الأساسية وتوفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية، وكذا تنظيم صفوف المجتمع المدني وتطوير الثقة في كافة مؤسسات الدولة.
وتعتمد المبادرة على تنفيذ مجموعة من الأنشطة الخدمية والتنموية التي من شأنها ضمان “حياة كريمة” لتلك الفئة وتحسين ظروف معيشتهم.. ويرصد «مستقبل وطن نيوز» الموقف التنفيذي للمبادرة.
أهداف ومرتكزات مبادرة «حياة كريمة»
تعتمد المبادرات على 4 مرتكزات، هي:
- تضافر جهود الدولة مع خبرة مؤسسات المجتمع المدنى ودعم المجتمعات المحلية في إحداث التحسن النوعي في معيشة المواطنين المستهدفين ومجتمعاتهم على حد السواء.
- أهمية تعزيز الحماية الاجتماعية لجميع المواطنين.
- توزيع مكاسب التنمية بشكل عادل.
- توفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية.
كما أنها تستهدف عدد من الفئات، هم «الأسر الأفقر في القرى المستهدفة، الأيتام والنساء المعيلات والأطفال، الشباب العاطل عن العمل، الاشخاص ذوي الإعاقة».
وتوفر المبادرة تدخلات خدمية مباشرة، من بينها:
- إصلاح بنية تحتية (سكن كريم): بناء أسقف ورفع كفاءة منازل، ومد وصلات مياه ووصلات صرف صحي .. إلخ.
- تدريب وتشغيل: مشروعات متناهية الصغر وتفعيل دور التعاونيات الإنتاجية في القرى.
- تجهيز منازل: زواج اليتيمات بما يشمل تجهيز منازل الزوجية وعقد أفراح جماعية.
- تنمية طفولة: إنشاء حضانات منزلية لترشيد وقت الأمهات في الدور الإنتاجي وكسوة أطفال.
3 مراحل لتنفيذ المبادرة
تم تقسيم القرى الأكثر احتياجًا المستهدفة وفقًا لبيانات ومسوح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بالتنسيق مع الوزارات والهيئات المعنية.
المرحلة الأولى من المبادرة:
تشمل القرى ذات نسب الفقر من 7٠ % فيما أكثر: القرى الأكثر احتياجًا وتحتاج إلى تدخلات عاجلة.
المرحلة الثانية من المبادرة:
القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى ٧٠ %: القرى الفقيرة التي تحتاج لتدخل ولكنها أقل صعوبة من المجموعة الأولى.
المرحلة الثالثة من المبادرة:
القرى ذات نسب الفقر أقل من 50%: تحديات أقل لتجاوز الفقر.
التنمية المحلية.. دور محوري
تلعب وزارة التنمية المحلية دورا محوريا في تنفيذ المشروع وذلك من خلال محورين، الأول يتمثل في تنسيق مهام مجموعة العمل المسئولة عن البنية الأساسية مثل "مياه الشرب، والصرف الصحي" والخدمات الاجتماعية.
وتقوم التنمية المحلية بوضع الخطط بالتنسيق مع آليات الإدارة المحلية بالمحافظات والمراكز والمديريات، لوضع خطة متكاملة للعمل، بالإضافة إلى رصد الوضع الراهن ومعرفة الاحتياجات الخاصة بهذه القرى، ثم المتابعة وتسهيل مهمة الجهات التنفيذية التي تشارك في منظومة العمل، فتهتم الوزارة بخلق حالة من التناغم بين الأجهزة المختلفة بحيث تضمن إزالة المعوقات والمشاكل التي قد تواجه العمل.
أما المحور الثاني يشمل إدارة الجزء التشاركي بالمبادرة، حيث تضع الوزارة الآليات الأساسية لإشراك المواطنين، مشيرا إلى أن هناك لجانا مجتمعية في كل وحدة محلية قروية، مُمثل بها الكوادر الشبابية والنسائية ومنظمات المجتمع المدني المحلية.
وتقوم الجان في الاشتراك بالخطط الخاصة بعملية التطوير، وفي نفس الوقت يمارسون دور هام في المتابعة والرقابة الاجتماعية على التنفيذ، فضلًا عن العمل كحلقة وصل بين جهات التنفيذ والمواطنين، مشيرا إلى أن تلك اللجان تعرض على الجهات المختصة أبرز المشروعات التي يطالب بها المواطنين.
وجاء المطلب الأهم والأكثر انتشارًا من المواطنين يتمثل في الصرف الصحي، حيث أن هناك توجيهات بأن يتم العمل الفوري على توصيل الصرف الصحي لجميع القرى رغم تكلفته الكبيرة، كذا الاهتمام بتوافر مياه الشرب النظيفة.
وأسست وزارة التنمية المحلية آلية مستدامة لإشراك المواطنين في تخطيط ومتابعة تنفيذ المشروعات المستهدفة بالمبادرة الرئاسية " حياة كريمة" من خلال تشكيل لجان مجتمعية على مستوى كافة الوحدات القروية في نطاق المبادرة.
وتشمل المرحلة الثانية لمبادرة الرئاسية تطوير القرى المصرية حياة كريمة محافظات الإسماعيلية، دمياط، الجيزة، كفر الشيخ، البحيرة، المنوفية، الغربية، الدقهلية، الاسكندرية، الاقصر، الفيوم، الوادي الجديد، بني سويف، أسيوط، المنيا، أسوان، سوهاج، قنا.
وأضافت التنمية المحلية أن عدد أعضاء اللجان يقترب من 10 آلاف عضو في 51 مركزًا إداريًا تضم 1443 قرية، 35% على الأقل منهم من النساء، 35% من الشباب، وذلك للمشاركة في المشروعات التي سيتم تنفيذها.
يذكر أن عملية التطوير تشمل كافة التدخلات المطلوبة للبنية الأساسية والمرافق مثل تطوير الطرق والنقل وتطوير الوحدات المحلية، ودخول الصرف الصحي ومياه الشرف، وتطوير وإنشاء مراكز الشباب والرياضة، وتوصيل الكهرباء، والغاز الطبيعي بالإضافة إلى تطوير الخدمات الصحية والتعليمية للقرى.
الإسكان: البداية بـ20 محافظة
كشف مصدر بوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، أنه تم الاستقرار على تطوير 175 مركزًا، على عدة مراحل، لخدمة نحو 50 مليون مواطن، بداية من إنشاء ورفع كفاءة الطرق فيها، مع تحسين البنية الأساسية التحتية والمنشآت الصحية، وخلق فرص عمل داخل القرى ومراكز المحافظات.
وأوضح المصدر في تصريحات خاصة، أن المرحلة الأولى تشمل 51 مركزًا، بـ20 محافظة، فى العام الأول لتنفيذ المبادرة الرئاسية، بتكلفة تقديرية 150 مليار جنيه، بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث تتولى وزارة الإسكان والهيئة الهندسية تنفيذ المشروعات فى تلك المراكز.
وتابع: «تشمل توفير مجمع خدمات في القرى، تضم خدمات تعليمية وصحية وكهربائية، على مرحلة واحدة، في كافة قرى المرحلة الأولى، على أن يتم الاستعانة بالمقاولين العاملين في كل محافظة على حدة».
وكان الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، قد ترأس اجتماعًا موسعًا للجنة الوزارية المُشكلة برئاسته، وعضوية عدد من قيادات الوزارة، لمتابعة تنفيذ المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، لتطوير القرى والتوابع على مستوى الجمهورية.
وأكد الوزير أهمية تحديث قواعد البيانات لكل المشروعات التى يجرى تنفيذها بالمبادرة الرئاسية، وربطها بنظام المعلومات الجغرافية، وكذا ضرورة التنسيق بين جميع الجهات العاملة بالمشروعات المختلفة، وبخاصة مشروعات البنية الأساسية (شبكات: المياه، والصرف، والكهرباء، والغاز، وغيرها)، من أجل تقليل التداخلات والتشابكات فى تنفيذ الأعمال.