الطيب صالح في ذكرى وفاته.. كاتب عربي شغل العالم برواية «موسم الهجرة إلى الشمال»

في مثل هذا اليوم توفي الكاتب السوداني الأشهر الطيب صالح عام 2009 بعد أن ترك للعالم العربي روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" والتي تعتبر من أهم الروايات في العربية في التاريخ.

أطلق النقاد الكاتب السوداني لقب عبقري الرواية العربية، في الوقت الذي حظيت فيه روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" على شهرة واسعة.

بدأ الطيب صالح حياته العملية في التدريس قبل أن ينتقل إلى العمل في الصحافة والإذاعة، ويبدأ في تأليف العديد من الأعمال القصصية والروائية التي قفزت باسمه على طاولات النقاش في التجمعات الثقافية العربية.

ورغم انتشاره في العالم العربي إلا أن الطيب صالح بالكاد تمت معرفتها في الولايات المتحدة، في حين ترجمت روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" لأكثر من 30 لغة.

وُلد الطيب صالح في 12 يوليو 1929 في كَرمَكول بالقرب من قرية الدبة شمال السودان في عائلة من المزارعين والمدرسين الدينيين.

ذهب في طفولته إلى مدرسةٍ لتعليم القرآن الكريم وبعدها تابع تعليمه في ثانوية غوردون في الخرطوم، ليرتاد بعدها جامعة الخرطوم، وبدأ يعمل كمدرس إلى جانب رغبته في إقامة مهنة ومشروع في المجال الزراعي.

حصل صالح على البكالوريوس في العلوم وانتقل إلى بريطانيا ليتابع الدراسات العليا في جامعة لندن، وقد غير اختصاصه إلى دراسة الشؤون الدولية السياسية، وبعد تخرجه من جامعة لندن عمل مع قناة بي بي سي العربية حيث شغل منصب رئيس الأدب المسرحي، وانتقل بعدها إلى الدوحة ليشغل منصب مدير عام وزارة الأخبار والإعلام القطرية، كما عمل مندوبًا لليونسكو في دول الخليج لعشر سنوات.

بدأ بالكتابة الأدبية في مجلة "المجلة"، وهي مجلة عربية في لندن حيث اعتاد أن يكتب عمودًا فيها كل أسبوع، وقد كانت معظم كتاباته القصصية تتحدث عن الحياة الريفية والعلاقات المعقدة بين أبناء الريف في شمال السودان على الرغم من أنه أمضى معظم حياته في الخارج.

نشر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" عام 1966 وتمت ترجمتها عام 1969، وتم منع الرواية في السودان.

أصدر مجموعته القصصية القصيرة الساخرة "عرس الزين" عام 1969، التي تحكي قصة رجل غريب الشكل أثناء بحثه عن عروس مناسبة، إلى جانب روايات الإنجليزية "ضو البيت" "بندرشاه الجزء الأول" 1971 و"مريود" (بندرشاه الجزء الثاني) 1976، "الرجل القبرصي" 1978، و"دومة واد حامد" 1985.

أطلق جائزة الطيب صالح السنوية بالتعاون مع مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في أم درمان عام 1998، وقد أصدر مجلس أمناء اللجنة الخاصة بالجائزة قرارًا بمنح الجائزة لأول مرة عام 2003.

عام 2002 أعلنت الأكاديمية العربية للآداب الواقعة في دمشق أن رواية موسم الهجرة إلى الشمال هي الرواية العربية الأكثر أهمية في القرن العشرين، كما تم اختيارها من بين أفضل 100 رواية في التاريخ حيث تم التصويت عليها من قبل 54 كاتب من بلدان مختلفة في استطلاع للكتاب عام 2002.