في اليوم العالمي للحب.. مي وجبران قصة غرام دامت 20 عاما دون لقاء واحد
كانت مي زيادة في السادسة والعشرين من عمرها حين أرسلت لجبران مبدية إعجابها بكتاباته عام 1912، فأجاب جبران عـلى رسالة ميّ وأرسل لها رواية "الأجنحة المتكسّرة" التي كان نشرها في نيويورك.
وكتبت له مي أنـها لا توافقه على آرائه وخاصة في الزواج وبدأت بينهما مراسلة استمرت 19 عاما لم يلتقيا فيها أبدا، أرسلت ميّ صورتها لجبران في سنة 1921، فرسمها بالفحم وأرسلها لها وتحولت تلك العـلاقة من الإعـجاب الأدبي إلى صداقة روحية ثم إلى حب.
كانت مي في حياة جبران الصديقة والحبيبة الملهمة، واصلة الوصل بينه وبين وطنه، وأكثر ما حبه فيها عقلها المنير الذي تجلى في مقالاتها وكتبها، وأحب فيها حبها له وإعجابها بشخصيته وإنتاجه الأدبي والفني الذي كانت تتناوله بالنقد في مقالاتها في مصر.
وعلى الرغم من كل ما كتب عن علاقات جبران الغرامية من النساء أمثال "ماري هاسكل" و"ميشلين" فإن حبه لمي كان الحب الوحيد الذي ملك قلبه وخياله ورافقه حتى نهاية حياته فقد كان حبه لها معادلا حبه لوطنه لبنان.
دامت العاطفة بينهما زهاء عشرين عاما، دون أن يلتقيا إلا في عالم الفكر والروح، والخيال الضبابي، حيث كان جبران في مغارب الأرض مقيما وكانت مي في مشارقها، لم يكن حب جبران وليد نظره فابتسامه فسلام فكلام بل كان حبا نشأ وكبر عبر مراسله أدبيه عميقة ومساجلات روحية فكرية ألفت بين قلبين، وروحين مغتربين، ومع ذلك كانت علاقتهم أسمى علاقة حب عفيف طاهر.
لم يتقابلا طوال حياتهما، ولكن ذلك لم يمنعهم من الانجراف وراء عواطفهم وتبادل أحاديث الهوى عبر الرسائل البريدية، التي كانت بمقاييس عصرهم تأخذ وقتا طويلا.