في يومها العالمي.. الإذاعة سلاح الضباط الأحرار لتحقيق أهداف ثورة يوليو
لا تزال الإذاعة من أكثر وسائل الاتصال على المستوى العالمي، بوصفها تستطيع الوصول إلى أكبر قدر من المواطنين بسهولة ويسر، وهي تخاطب الأذن وترسم صورا للحياة المتنوعة من أجل تبادل الخبرات بين البشر، من خلال باقة من البرامج.
في 13 فبراير 1946 أنشأت إذاعة الأمم المتحدة، ما تم اعتباره يوما عالميا للإذاعة يتم الاحتفال به كل عام، والذي يهدف وفق "اليونسكو"، إلى تسليط الضوء على مكانة هذه الوسيلة الأساسية للإعلام والاتصال في المشهد الإعلامي المحلي والعالمي والتعاون الدولي بين مختلف الإذاعات في العالم.
وحسب بيان صار عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لا تزال الإذاعة حاضرة بقوة في المشهد الإعلامي، حيث يستمع 85% من الأشخاص حول العالم للراديو.
والإذاعة المصرية التي بدأ بثها عام 1934 من أقدم الإذاعات في العالم، وتمثل أرشيفًا وتجسيدًا هائلاً للتاريخ المصري الحديث ورافدًا مهمًا في تشكيل الوجدان المصري والعربي.
انطلقت كإذاعات أهلية تجارية على يد شباب هواة في مدينتي القاهرة والإسكندرية بهدف الترويج للبضائع والسلع والإعلانات التجارية وتبادل رسائل الحب والغرام والرسائل الخاصة بين الشباب، وكان منها إذعات مصرية وأخرى أجنبية، مثل "إذاعة مصر الجديدة" وهي أول إذاعة مصرية أهلية عام 1926، و"إذاعة راديو فؤاد"، و"راديو فاروق" التي أنشأها إلياس شقال، وكذلك محطة "سابو"، ومحطة "راديو فيولا".
وبدأ بث الإذاعة الحكومية يوم 31 مايو 1934، من خلال اتفاقية أبرمتها الحكومة مع شركة "ماركوني" التلغرافية واللاسلكية تحت إشراف الحكومة المصرية، وكانت عبارة عن 4 محطات تحت إدارة وزارة المواصلات، ثم وزارة الشؤون الاجتماعية، ثم تابعة لإشراف وزارة الداخلية، ليستمر التعاون مع شركة "ماركوني" البريطانية حتى عام 1947 الذي بدأت فيه مرحلة تمصير الإذاعة المصرية على يد خبراء مصريين تحت اسم "الإذاعة اللاسلكية المصرية"، وكانت تابعة لرئاسة مجلس الوزراء، وتمَّ تشكيل مجلس إدارة بميزانية مستقلة وصدور تشريع خاص لها.
وبقيام ثورة يوليو 1952 لعبت الإذاعة المصرية دوراً كبيراً في إنجاحها وتثبيت دعائمها من خلال بث الأغاني الوطنية والبرامج الإذاعية تأييداً للثورة وأهدافها، فيما انتقلت من تبعية مجلس الوزراء إلى وزارة الإرشاد القومي، ثم صدر قرار جمهوري باعتبارها مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية وألحقت برئاسة الجمهورية عام 1958، ثم أصبحت المؤسسة المصرية العامة للإذاعة والتليفزيون في عام 1961، ثم صدر قرار جمهوري في عام 1971 بإنشاء اتحاد الإذاعة والتلفزيون.