وقفت 90 دقيقة على المسرح وحدها.. وساهمت في محو أمية العديد من الفتيات.. تعرف عل نعيمة وصفي في ذكرى ميلادها
ممثلة وشاعرة وكاتبة، موهبة شاملة، لم تقدم دورًا في تاريخها إلا واستطاعت أن تقنع المتلقي به، وصفوها فيما مضى بـ "الفنانة ذات الطاقة المتجددة"، واتفق الجميع على أنها لم تنل الشهر أو النجاح الذي كانت تستحقه موهبتها الكبيرة، فكانت واحدة من حيتان المسرح، لدرجة وصلت إلى أنها كانت تستطيع أن تقف وحدها على خشبته لأكثر من ساعة ونصف، وتجعل كل الحاضرين يتابعونها دون أن يغمض لهم جفن، كما فعلت في عرض الميلودراما المسرحي "عديلة"، التي حققت نجاحًا كبيرًا وقت عرضها، فهي الفنانة الراحلة نعيمة وصفي، التي تحل اليوم ذكرى ميلادها 98.
ولدت نعيمة وصفي، في مدينة ديروط التابعة لمحافظة أسيوط، 10 فبراير 1923، بدأت موهبتها المسرحية في المدرسة الابتدائية، ومعها بدأت حياتها بكتابة القصص والشعر والزجل، سافرت مع أهلها إلى القاهرة لاستكمال دراستها، ثم عملت في مجال التدريس واستقرت بالقاهرة، وبدأت تتردد على المسارح وتتعرف على أهل الفن، حتى تعرفت على الفنانة نجمة إبراهيم، التي شجعتها على دخول عالم التمثيل، من خلال بوابة معهد التمثيل الذي أنشأه زكي طليمات في منتصف الأربعينيات.
حصلت "وصفي" على الدبلوم عام 1947، وكان من زملائها الفنان صلاح منصور والفنان حمدي غيث والفنان شكري سرحان، وتم تعيينها في فرقة المسرح الحديث، التي كونها زكي طليمات لخريجي وخريجات المعهد، ثم انتقلت للعمل بفرقة المسرح القومي، ومن أشهر المسرحيات التي شاركت فيها: "شيء في صدري" و"جلفدان هانم" و"عديلة" و"الناس اللي تحت" و"أم رتيبة" و"زوربا المصري".
أما عن السينما، فشاركت في: "زمن العجايب" و"رصيف نمرة 5" و"الفتوة" و"الطريق المسدود" و"الحب الأخير" و"بين السماء والأرض"، وفيلم "وإسلاماه" حيث لعبت دور زوجة عز الدين أيبك وقاتلة شجرة الدر، و"من غير أمل" و"أيام ضائعة" وفيلم "من أحب" و"السمان والخريف" و"جفت الدموع" و"إجازة غرامية" و"القضية 68" وفيلم "تفاحة آدم" و"ولد وبنت وشيطان" و"ابنتي والذئب" و"ولا عزاء للسيدات"، ودور الجدة التركية في فيلم "حبيبي دائمًا" الذي حازت عنه جائزة أفضل ممثلة دور ثان من جمعية الفيلم عام 1981.
كما حصلت على جائزة الدولة التشجيعية عن مسيرتها المسرحية بوجه عام، وكتبت للتليفزيون بعض التمثيليات ومنها "أم أولادي"، و"أين مكاني"، كما شاركت في إعداد وصياغة أكثر من خمسين حلقة من برنامج "رسالة"، كما أن لها أدوار في الدراما التليفزيونية أبرزها: مسلسل "ميزو" مع سمير غانم و"مبروك جالك ولد" و"دعوة للزواج".
تزوجت الفنانة الراحلة من الصحفي الراحل عبد الحميد سرايا، أول من أنشأ قسم الخارجي بجريدة الأهرام، وذلك بعد قصة حب، وأنجبت 3 أبناء، هم: خالد، دكتور مقيم بلندن، ومنى، مهندسة ديكور مقيمة بالولايات المتحدة، ومحمد، إعلامي ويعمل مخرجًا للأفلام الوثائقية.
كانت تكتب مقالًا أسبوعيًا في جريدة روز اليوسف، فضلًا عن نشاطها الاجتماعي والسياسي، حيث كانت أمين المرأة في الاتحاد الاشتراكي عن العاصمة، وساهمت أيضًا في محو أمية العديد من الفتيات، إلى أن رحلت عن عالمنا في 7 أغسطس 1983، تاركة خلفها إرثًا فنيًا كبيرًا، يجعلها تعيش في ذاكرة الجمهور للأبد.