خاص| «البيئة»: وقف الصيد في البحر الأحمر يحقق الاستدامة.. والصيادون يردون: «وفروا لنا بديل»

أثار قرار وقف الصيد في البحر الأحمر لمدة 3 أشهر، حالة من الجدل حول جدوى الوقف وأسبابه، وتجدد هذا الجدل اليوم، عقب زيارة الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة لمحافظة البحر الأحمر.. فلماذا ستوقف وزارة البيئة الصيد في البحر الأحمر 3 أشهر من كل عام؟ وهل يخدم هذا القرار الصيادون؟

«البيئة»: في صالح الصيادون وتوفير مصادر بديلة للدخل

حيث أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، على أهمية مهنة الصيد والحفاظ عليها لأنها تشكل مصدرا مهما للدخل القومي لمصر، وهو ما ينعكس على حرص الوزارة في تنفيذ العديد من الإجراءات بالتعاون مع الجهات المختصة لإحداث التوازن الحقيقى والفعال بين الحفاظ على ثروة مصر القومية من الأسماك مع حماية حقوق ومصالح الصيادون، بما يحقق مفهوم الاستدامة كنموذج حقيقى وواقعي لأنظمة الصيد بالبحر الأحمر.

قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، إن كل جهود وإجراءات الوزارة لحماية استدامة البيئة البحرية هو للحفاظ على مصادر الأسماك بالبحر الأحمر، وهو ما يحقق مصالح الصيادين في المقام الأول باستدامة مهنة الصيد.

وشددت على أن الوزارة ستسعى خلال الفترة المقبلة لإصدار قرار متكامل بالتعاون مع وزير الزراعة، وكل الجهات المختصة، يتضمن تحديد شهور لإيقاف الصيد، مع وضع منظومة متكاملة تضمن توفير مصادر بديلة وعادلة للدخل للصيادين خلال تلك الفترة، كما تضع آليات واضحة للتنفيذ والمسئوليات والعقوبات في حال المخالفة بشكل مناسب مُرضٍ لجميع الأطراف

وتابعت: «كما يوضح في نهاية الفترة نتائج الإيقاف وما تحقق من فوائد على الجميع، مؤكدة أن كل تلك الإجراءات سيتم عرضها والتشاور فيها مع الصيادون قبل استصدار القرار على أن يتم تقييم التنفيذ خلال العام الأول، مشيرة إلى تجربة إيقاف الصيد بمحافظة السويس الناجحة والتي حققت انتعاشة واضحة في الثروة السمكية وعادت بالنفع على الصيادين».

رئيس جمعية الصيادين: في صالح الصياد.. ولكن

أكد حسام خليل رئيس جمعية الصيادين بعزبة البرج، أن الصيد في داخل خليج السويس والبحر الأحمر، يتوقف خلال الفترة من الأول من يونيو، حتى الأول من سبتمبر، نظرًا لكون هذه الفترة خاصة بالتبويض لدى الأسماك، والتي تحتاج إلى إتاحة الفرصة لتجديد أعدادها وزيادة أحجامها، ويصب في صالح الحفاظ على مخزون الأسماك.

وأوضح حسام خليل، في تصريحات خاصة لـ«مستقبل وطن نيوز»، أن فترة التوقف ستفيد الصياد، في زيادة أعداد الأسماك بالبحر، وزيادة أوزانها، وبالتالي يعود ذلك على حجم الانتاج النهائي.

إلا أن خليل، عدّد أسباب آخري لتدهور الثروة السمكية، نتيجة عدم الحفاظ على البيئة البحرية، بداية من إلقاء المخلفات والصرف الصحي في مياه البحر، مضيفًا أن 98% من تنمية الثروة السمكية تعتمد على الحفاظ على البيئة البحرية الطبيعية لنمو الأسماك.

إلا أن رئيس جمعية الصيادين بعزبة البرج، نوه إلى ضرورة توفير بدائل للصيادين خلال فترة التوقف عن الصيد، نظرًا لكون الصيادين لا يتحملون البقاء فترة طويلة بدون عمل، خاصة وأن هناك 62 يوم آخرين يتوقف بهم الصيد بسبب «النّوات»، إضافة إلى أن الصياد لا يعمل بالشهر، ومكسبه من حجم الانتاج، حيث أنه -الصياد- يقضي أكبر فترة عمل ويعد أقل دخلًا، فقد تستمر «السرحة في البحر» من أسبوع حتى 20 يوم، وفي البحر الأحمر قد تستمر لـ30 يوم، ومتوسط دخله اليومي من 70 إلى 100 جنيه، وهذا دخل محدود، بخلاف خصم أيام التوقف.

البحر الأحمر تصرف إعانات شهرية لأسر الصيادين المتضررين من وقف الصيد

وكان غريب صالح، رئيس جمعية الصيادين بالبحر الأحمر، قد ناشد العام الماضي، باسم نحو ٥ آلاف متضرر من الصيادين من قرار الهيئة العامة للثروة السمكية بوقف الصيد بالبحر الأحمر، مطالبا الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بالتدخل لإلغاء القرار هذا العام لمراعاة الأحوال المعيشية والاقتصادية لآلاف الأسر.

وسرعان ما قرر اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر، تلبية مطالب الصيادين، من خلال صرف إعانة شهرية قدرها ٥٠٠ جنيه لمدة ٣ شهور لأكثر من ٤٠٠٠ أسرة من الصيادين المتضررين من وقف قرار الصيد بمختلف مدن المحافظة، بالتنسيق مع بيت الزكاة بالأزهر الشريف.