عزت العلايلي.. فتوة السينما يغادر مكانه بين نجوم الأرض ويصعد إلى السماء
في سماء الفن لا يلمع إلا النجوم الكبار الذين تركوا بصمات خالدة سوف تظل إلى الأبد شاهده على ما قدموه من أعمال في خدمة الإنسانية والوطن، ومن بين هؤلاء يبرز اسم عزت العلايلي كواحد من أساطين الفن.
من الصعب أن تشاهد عملا للعلايلي دون أن تستكمل العمل، وإذا تم إعادة عرضه عشرات المرات فسوف تشاهده بنفس الشغف، لأنه فنان من الوزن الثقيل، يذوب في الشخصية، ويتماهى معها.
في باب الشعرية ولد عزت ليعيش طعم الحارة الشعبية، بتفاعلاتها، وقيمها الأصيلة، وحكاياتها المسكونة بالأساطير، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بعد حصوله على الثانوية العامة.
ملأ العلايلي السينما والتلفزيون بأفلام ومسلسلات لا تزال باقية في وجدان المشاهدين، ولعل دوره الأسطوري في فيلم "الاختيار" يضعنا أمام بطل من الصعب العثور على مثله اليوم، فيما جاء دوره في فيلم "الأرض" – وكلاهما من إخراج يوسف شاهين – دليلا على عالميته في التمثيل.
أما شخصيته في فيلم "الطريق إلى إيلات" فسوف تظل علامة بارزة في مشواره الحافل بالنجاح والتألق ليثبت أن الممثل الجيد كلما زاد عمره أصبح أكثر خبرة ودراية وسلاسة، بينما سطر في "التوت والنبوت" ملحمة في الآداء، لا تقل عظمة عن دوره في فيلم "السقا مات".
وفي الإذاعة والمسرح، لم يكن العلايلي أقل تألقا، ولعل مسرحية "أهلا يا بكوات" تضعنا أمام فنان مسرحي يمتلك موهبة جبارة استطاع من خلالها إعادة تقديم نفسه للجمهور الذي كان يستقبله بتصفيق حاد يستمر لدقائق.
نال عزت العلايلي، العديد من الجوائز حصل على جائزة أحسن ممثل في دوره في فيلم "الطريق إلى إيلات"، كما نال درع تكريمي في مهرجان آرت السينمائي عام 2009، وحصل على تكريم في مهرجان وهران للفيلم العربي عام 2017، ورحل اليوم عن عمر يناهز 86 عاما.