ضحية زواج القاصرات.. «شيماء»: «عندي ابن ولسه مكتبتش رسمي»
ما تزال ظاهرة زواج القاصرات، تلقي بظلالها الكئيبة حتى يومنا هذا، بتداعياتها السلبية على الأسرة والمجتمع، لعدم نضج الفتاة من جميع النواحى النفسية والثقافية والعقلية والجسدية، لتجد نفسها فجأة مسئولة عن بيت وزوج وتربية أطفال، فتتحمل عبئا لا قدرة لها عليه، يقتل براء الطفولة، وغالبًا ما تنتهى هذه الزيجات بالطلاق، ومشاكل النسب وعدم القيد.
وتوجه "مستقبل وطن نيوز" إلى قرية السمارة التابعة لمركز ومدينة تمى الأمديد، فى محافظة الدقهلية، للقاء شيماء عبدالحميد أحمد بدران ١٩ سنة،؛ حيث تزوجت منذ ٣ سنوات ونصف، وهي في عمر الخامسة عشرة ونصف، ورزقها الله بمصطفى عمره الآن عامين ونصف.
بدأت شيماء حديثها عن خطبتها حيث كان عمرها ١٥ سنة فقط، ولم يكن لديها حينها القدرة على تمييز شخصية زوجها، وكان يحسن معاملتها، لما بينهما من صلة قرابة.
وبعد العرس، وجدت نفسها فى منزل عائلته بحكم عادات الريف، ومرت أول سنة من الزواج بدون مشاكل غير الخلافات العادية، وبعد إنجابها مولودها الأول تطورت الخلافات، وقيام زوجها بالتعدي بالضرب وطردها من المنزل وذهبت إلى منزل أهلها بدون ابنها، لرفض الزوج إعطائه لها، وقال لها :"مش هتاخدي مصطفى مفيش حد يربى عيالنا" وبعد فشل كل المحاولات للحلول بين الزوجين، رفعت شيماء، دعوات قضائية لضم حضانة الصغير، وحصلت بالفعل على حكم قضائي.
وتابعت شيماء مكثت فى منزل أهلى لمدة سنة، لم أشتكى أو أوجه لهم أى اتهام نظرا لصلة القرابة، وعلى أمل أن كل مشاكلنا تحل بالود، وبعد فقدان الأمل من رؤية ابنى اتجهت لتصوير فيديو ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووجهت شيماء كل للشكر للنائب العام لتدخله من أجل عودة ابنها إلى أحضانها، وكذلك المجهود الذي بذله رجال مباحث مركز تمى الأمديد.
وقالت شيماء وهى منهارة:" مين الأم اللى ترضى تكتب تنازل عن ابنها وحقوقها لتوافق على كتب كتاب رسمى وحتى بعدها احصل على طلاقى"؛ حيث عرض زوجها عليها كل هذا ليطلقها، ولكنها أبت واستنجدت بالنائب العام ليحل لها مشكلتها التى تعانى منها الكثيرات فى ظل عدم وعي الأهالي.
وجهت شيماء نصيحة لكل ثياتها بألا يتزوج مادامت لم تتم السن القانونى وهو ١٨ سنة، لضمان حقوقها وحقوق أبنائها القانونية.
وكانت والدة شيماء روحية أحمد، فى حيرة من أمرها؛ حيث رفضت زواج ابنتها في سن صغيرة، وأن ابن عمتها طلبها عدة مرات، وكنت أرفض لأن سنها صغيرة؛ ولكنها صممت على الزواج، وبدون سابق إنذار تعرضت للضرب والإهانة والحرمان من ابنها.
وأضافت والدة شيماء:"أنا جوزت بنتى وعمرها ١٥ سنة من غير عقد شرعى، وضاعت كل حقوقها، اوعوا تعملوا كده مع عيالكم وحافظوا على ضناكم".