برلمانية تطالب وزير الأوقاف بتحديد المفهوم الحقيقي لتجديد الخطاب الديني
عقبت النائبة الدكتورة آيات الحداد، عضو مجلس النواب، على بيان وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، متسائلة بشأن النقطة التي تطرق لها الوزير والخاصة بمجموعة كتب "رؤية" قائلة: هل توزع لكل طالب أم يتم وضعها بمكتبة المدرسة؟ موجهة الشكر والتقدير لوزارة الأوقاف ولجميع المؤسسات الدينية في مصر.
وطالبت النائبة، الوزير، بضرورة تحديد مفهوم تجديد الخطاب الديني، فالمعنى الحقيقي لتجديد الخطاب الديني، هو إزالة كل ما تعلق به الدين، فالدين لا يضاف عليه فإذا أضيف عليه اتُهم بالزيادة، ولا يُحذف منه فإذا حذفنا منه اتهمناه بالنقص، فالتشديد في الدين أن نُنزع عن الدين كل ما عُلق به مما ليس منه.
وقالت: إن الدين حدود وليس قيودًا، فالقيود تقيد من حريتنا أما الحدود تضمن سلامتنا، ومعنى تجديد الخطاب الديني أي تجديد الطرق وليس الدين، أي أن نجدد في نقله وفي الوسائل الحديثة وفي الأجهزة الحديثة أي نجمع ما بين الأصالة والحداثة، فالإضافة تكون عن طريق وسائل النشر المعاصرة، فتلعب التكنولوجيا بوسائلها وأجهزتها الحديثة المتمثلة في جميع مواقع التواصل الأجتماعي الآن، دورًا مهم في حياتنا.
وتابعت أن الدراما المتمثلة في البرامج والمسلسلات والأفلام والإعلانات، تلعب أيضًا دورًا مهما في ذلك، فنحن نملك العديد من الدُعاة ولكن هناك شرط يجب ان يتوافر في هؤلاء الدعاة، وهو أن يُطبق الداعي ما يدعو به على نفسه قبل الناس، فيجب أن يشاهد الناس الداعي ملتزما بما يدعو به أولًا، وإلا فقد الشرط المهم والأساسي لنشر الدعوة.
وأوضحت أن الدراما أيضًا تلعب دورا مهما في إظهار عظمة الدين وحقيقته، بأنه دين يُسر وليس دين عُسر، دين سلام وليس دين حرب، دين محبة وليس دين بغض وكره، دين تعاملات قبل أن يكون عبادات، كل تلك المعاني يجب أن تصل للجميع باختلاف الطرق والوسائل الحديثة، فأمس غير اليوم، وتجديد الخطاب الديني أي تجديد طريقة فهم الدين وليس الدين نفسه، وربط حل مشكلات المجتمع سواء على المستوى الفردي أم الجماعي بالدين، فمعظم أزماتنا بسبب عدم فهم الدين وفهم أحكام الله ولو فهمناها لانتهت جميع مشكلاتنا سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، فلو تمعنا في أحكام الدين لوجدنا أنها مُحلة لجميع مشكلات الحياة، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل مُحلة لمشكلات المجتمع وأيضًا المشكلات الدولية، وكل ما يتعلق بحقوق الإنسان وحرياته، حسمها الله سبحانه وتعالى، كل ما في الأمر أن الله وضع حدودًا للحريات وليس قيودًا، حتى يستقيم حال الإنسان والمجتمع ولمصلحة الإنسان والمجتمع.
وأوردت أن الله سبحانه وتعالى، وضع حلًا لجميع المشكلات التي تؤرق أمن المجتمع كقضايا المتعلقة بالمرأة والمواريث والطلاق والزواج، وأيضًا التنمر والذي تحدث عنه الله في مُحكم كتابه، قبل أن يدّعي الغرب هذا المصطلح الحديث، ووضع قواعد كيفية التعامل مع الناس حتى يشعر الإنسان بالراحة النفسية التي يفتقدها البعض اليوم وتسببت في المزيد من المشكلات النفسية لأغلبية المجتمع والشعور باليأس ليس بسبب أحوال الدولة بل بسبب عدم فهم أحكام الله، حتى المشكلات الدولية كالإرهاب أيضًا، وضع الله سبحانه وتعالى، حلولا للتصدي للإرهاب، ولكن كل ما في الأمر هو كيفية وصول تلك القواعد وأحكام الله للناس بطريقة صحيحة، وهذا هو المعنى الحقيقي لتجديد الخطاب الديني.
ونادت النائبة بأن من الأهمية تنقية المكتبات الدينية من الكتب والأفكار التي لا تتناسب مع صحيح الدين، وتهدف إلى نشر العنف وإزالة كافة المعلومات والأفكار المغلوطة سواء في الكتب والمراجع أو المناهج الدراسية الدينية، واستمرار تأهيل وانتقاء رجال الدعوة بما يتناسب مع هذه الرسالة العظيمة.
كما نادت بضرورة التنسيق بين وزارة الأوقاف والإعلام والثقافة والتعليم، لتوزيع كتب "رؤية" التي ذكرها الوزير، والكتيب الذي يحتوي على "كوميكس"، وضمها للمناهج التعليمية لتحقق الغرض المرجو ألا وهو تحصين فكر الأطفال ضد أي أفكار مغلوطة تصل إليهم.