«ست بـ100 راجل» تحدت الطلاق والعجز.. حكاية «أم نغم» عفريت أسفلت المنصورة (صور)
لم تستسلم بعد طلاقها للمرة الثانية، ولم ترضخ أمام كلام الناس، حتى اليأس لم يعرف طريقه إليها؛ على الرغم من إصابتها بشلل الأطفال، لم يمنعها هذا ولا ذاك من قيادة "التوك توك" والعمل عليه.
التقى "مستقبل وطن نيوز" مها علي حسن، موظفة بمديرية التموين بالدقهلية، وتقيم فى منطقة قولونجيل بمدينة المنصورة، "ست بمائة راجل" تحدت الصعاب، ولم تخش كلام الناس، وأصرت على العمل وسط الرجال والشباب ، تقف مثلها مثل أي رجل سائق توك توك، توصل الزبائن إلى منازلهم، وتبحث عن لقمة عيشها التي اختارت أن تكون بالحلال.
بدأت مها أو كما يناديها الجميع ب"أم نغم" حديثها عن الإصرار والكفاح، مؤكدة أن المرأة بإرادتها تستطيع مواجهة الجميع، مهما كانت الظروف التي تمر بها والصعاب التي تواجهها؛ خاصة في المجتمعات الذكورية.
نشأت أم نغم في مؤسسة البنات بمدينة المنصورة، كافحت من أجل تربية بناتها، بعد طلاقها، وكانت البداية منذ ثلاثة سنوات.
تستيقظ "أم نغم " فى الصباح الباكر، السادسة صباحا، لتبدأ العمل على التوكتوك منذ السابعة وحتى التاسعة صباحا، ثم تتجه لمقر عملها بمديرية التموين، وبعد أن تنتهى من العمل تعود لقيادة التوكتوك حتى السابعة مساء.
قالت "أم نغم" ووجهها البشوش وضحكتها لا تفارق خدهيا،" يتعجب الزبائن من عملي حتى أخبرنى الكثير منهم قائلين:" انتى ست ب ١٠٠ راجل، والشغل مش عيب أهم حاجة الجنية يكون حلال".
وتابعت "أم نغم" أنها اختارت العمل بقيادة التوك توك، حيث إنها لم تجد مهنة أخرى تتقنها، ووجدت تشجيع من الناس فى الشارع، كما أنها لا تتعرض لأى مضايقات بالعكس يشجعها الرجال والنساء، خاصة بعد علمهم بحالتها وظروفها الجسدية.
وأوضحت أنها تفضل الاعتماد على نفسها دائمًا، و التعب في العمل حتى تحيا حياة الستر، ولا تطلب المساعدة من أحد الأقارب، وقالت "بناتى مسئولين مني،وليس لهم بعد الله غيرى و لازم أتعب وأشتغل علشان أقدر أكفى احتياجاتهم، و ربنا وقف بجوارى وزوجت بنتي الكبيرة وبإذن الله ربنا سيعينني على زواج الصغيرة "، لكن ما باليد حيلة، لافتة إلى أن مصاريف التوك توك كثيرة حيث يتعدى إيجاره شهريا ١٠٠٠ جنيه، وأتمنى أن يرزقنى الله، وأشترى توك توك جديد.
ووجهت "أم نغم" رسالة إلي كل النساء المطلقات "انزلي اشتغلي من نفسك وقولي يارب، ولاتعتمدي على رجل ولا آخر طموحاتك ، كونى نفسك وذاتك واعملى ماتحبينه".
