تفتيش ذاتي لقوات تأمين حفل تنصيب بايدن
أنهى رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عمليات تفتيش ذاتي لأفراد قوات الحرس الوطني الأمريكي البالغ عددهم 25 ألفا ، ممن تم حشدهم في العاصمة الأمريكية لتأمين إجراءات تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن و نائبته كاميلا هاريس بمقر الكونجرس الأمريكي اليوم.
وتمت عملية التفتيش الذاتي التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح اليوم ، بتنسيق مع قيادة الجيش الأمريكي الذي يعد الحرس الوطني احد تشكيلاته الاحتياطية ،وهو أجراء يقول الخبراء انه غير معهود في احتفالات تنصيب رؤساء الولايات المتحدة ، و توافرت معلومات حول قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي باستبعاد 12 من جنود الحرس الوطني الأمريكي ،للاشتباه في تعاطفهم مع المتظاهرين الذين اقتحموا مبنى الكونجرس الأمريكي في السادس من الشهر الجاري من أنصار ترامب.
ويقول المراقبون أن حساسية قيام رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "اف بى اى" بتفتيش العسكريين الأمريكيين ، يعبر عن مدى حالة التوتر و القلق من إقدام من وصفتهم تقارير الصحافة الأمريكية ب "اولتراس ترامب"، على ارتكاب هجمات متهورة لإفساد مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد.
وجاءت عملية التفتيش كأجراء احترازي بعد تحذيرات صدرت عن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون ،من إمكانية حدوث "هجمات من الداخل" خلال مراسم التنصيب ، يقوم بها عناصر من قوات الحرس الوطني المستدعاة وعددهم 25 ألف فرد، كما لا تستبعد تقديرات الأمن الأمريكية وجود أنصار متطرفين لترامب في صفوف القوات المسلحة الأمريكية التي من بينها قوات الحرس الوطني.
كما لا يستبعد خبراء الأمن في الولايات المتحدة اختراق عناصر تتبع القاعدة أو المنظمات الإرهابية الأخرى، التي تحاربها الولايات المتحدة صفوف قوات التأمين حيث تبين انضمام عسكريين أمريكيين سابقين إلى صفوف داعش والقاعدة في الأعوام الأخيرة وجميعهم له ارتباطاته في الداخل الأمريكي، ولا يستبعد آخرون إمكانيه أن تأتى الضربة من خلايا كامنة في داخل الولايات المتحدة.
وقد تبين لمحللي المحتوى التابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالي لجوء بعض المقتحمين ،إلى أساليب تشبه ما يتدرب عليه العسكريون في اقتحامات المباني و الأهداف الحيوية، واستخدام بعضهم لتكتيكات في التحرك والتوجيه تشبه تلك التي يستخدمها رجال العسكرية الأمريكية، وهو ما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى الشك في تلقى بعض المقتحمين على تدريب عسكرية ،لاقتحام المباني و تخطى الموانع و استخدام أجهزة اللاسيلكي وبعض المهارات التكتيكية.
ورصدت عدسات عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، مالا يقل عن 21 من العسكريين الحاليين والسابقين كانوا في محيط مبنى الكابيتول، حيث جرت وقائع الحشد الكبير لأنصار ترامب في السادس من الشهر الجاري أعقبها اقتحام لمقر الكونجرس واشتباكات سقط فيها خمسة قتلى.
كذلك توافرت لمكتب التحقيقات الفيدرالي / اف بى اى / المسئول عن سلامة الجبهة الداخلية الأمريكية و إنفاد القانون، تؤكد وجود عنصر تمويل حصل عليه بعض من تم اعتقالهم من مقتحمي الكابيتول، وكذلك رصدت عدسات المراقبة قيام عملاء لأجهزة استخبارات أجنبية، باستثمار المشهد المرتبك بعد اقتحام الكونجرس وتسللهم وسط المقتحمين، بقصد الاستيلاء على حواسب و معلومات مهمة من لجان الكونجرس الخاصة بالدفاع والأمن والاستخبارات و الموازنة والتسلح ، وهو ما شكل فرصة ذهبية أمام استخبارات الدول المعادية للولايات المتحدة في الحصول على أسرار أهم مراكز لصناعة القرار في الولايات المتحدة.
ويجري مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي تحقيقا بشأن واقعة اختفاء سيارة عسكرية من طراز هامفى، من مقر أحد كتائب الحرس الوطني الأمريكي في لوس انجلوس السبت الماضي، ورصد المكتب مكافأة قدرها عشرة آلاف دولار لمن يرشد عنها.