عبد العليم داوود.. سفيرا للتنظيم
هل دور النائب تحت قبة البرلمان هو الهمز و اللمز، وربما الغمز أحياناً؟!.. أم التحلي أولا بروح الوطنية الحقيقية والشجاعة في قول الحق، وأن يناقش بالحقيقة والأرقام والوقائع؟
السؤال الذي يطرح نفسه حاليا، هل استطاع تنظيم الإخوان أن يقدم لنفسه سفيراً داخل مجلس النواب المصري؟!.. لكن قبل الإجابة القاطعة لنضع أسئلة كان يجب أن تُطرح منذ عام 2012، عندما وصل النائب عبد العليم داوود، ليحتل مقعداً داخل البرلمان، محمولا على أكتاف وأعناق تنظيم الإخوان، وبدعاية وحملة انتخابية برعاية الإخوان ومباركتهم، بل كافئته جماعة الإخوان، باختياره وكيلا لمجلس الشعب، آنذاك، بدفع ترشيحات أعضاء التنظيم؛ ليقوموا بالتصويت له فيحصل على 459 صوتاً من إجمالي 498 صوتاً !!! ألا يدعو ذلك إلى لفت الانتباه؟!
عندما طلب النائب العام في سبتمبر 2010، برفع الحصانة عن 14 نائبا في قضية العلاج على نفقة الدولة، كان 6من المتهمين ينتمون للحزب الوطني، و6 آخرين ينتمون لتنظيم الإخوان، ونائبا واحدًا عن حزب الوفد، وكان النائب الآخر، مستقلا وهو النائب عبد العليم داوود.
وماذا كانت الاتهامات؟!.. إنها التزوير، وإهدار المال العام والاستيلاء عليه!
وجاءت ثورة يناير، ثم برلمان الإخوان، وتوغل الجماعات الإرهابية، ليتم غلق هذا الملف نهائياً، بقرار من عبد العليم داوود، ونواب الإخوان وقتها، وكانت الحجة هي عدم كفاية الأدلة، فلم تتم محاسبة لا نواب الحزب الوطني، ولا نواب تنظيم الإخوان، ولا طبعا سيادة النائب عبد العليم داوود، الذي عين نفسه حكماً وقاضياً رغم أنه المتهم!.
عدم كفاية الأدلة ليست السبب الكافي لغلق قضية نواب العلاج، سارقي أموال الغلابة يا أخ عبد العليم!!، مطالبة النيابة العامة بإعادة فتح التحقيق، وطلب إعادة التحريات والفحص في القضية حق أصيل لا يسقط بالتقادم يا أستاذ عبد العليم!.
هل نسي سيادة النائب، كلمته أمام الشعب والوطن، عندما انتخبه التنظيم الإرهابي وكيلا للمجلس؟!.
الشعب والوطن لا ينسى وصفه السقيم (داوود)، لمجلس التنظيمات الإرهابية، بأنه "الطاهر، الشريف، المحترم والعظيم"، هل يوصف القتلة والإرهابيين بهذا الوصف، إلا من أحبهم وكان سفيرهم؟!.
ألم يتعهد النائب عبد العليم داوود، لتنظيم الإخوان بأن يكون معهم يداً واحدة؟! أهي اليد التي تقتل وتهدم وتفسد وتستولي على أموال وعرق العمال والفلاحين وعلاج الفقراء والأطفال والمعدمين؟!
هل هي المصادفة أم القدر الذي منع النائب، من فتح ملف واحد يتعلق بتنظيم الإخوان الإرهابي، وما قام به من قتل وحرق علني في شوارع وميادين القاهرة ومحافظات مصر.
أين كان لسان عبد العليم داوود، وجرأته من مذبحة الاتحادية ديسمبر 2012 أو المقطم أو حصار المحكمة الدستورية العليا!!!
الحق كل الحق أن عبد العليم داوود، هو من علا صوته اعتراضا وهجوما وتهديدا ضد حكم الدستورية العليا، بحل مجلس الإخوان، والتنظيمات الإرهابية، وأخذ النائب المحترم يتوعد ويهدد بلاده برفع قضايا دولية!!
يا له من وطني هذا النائب الهمام الشجاع! الذي شكك في قضاء بلاده، وشجع بمواقفه أعضاء التنظيم وأعوانهم على محاصرة أعلى محكمة في البلاد (المحكمة الدستورية العليا)!.
لم نسمع صوت عبد العليم داوود، في أثناء توليه منصب وكيل مجلس الشعب، إلا بعبارات الحب والغزل في سعد الكتاتني، الذي يراه محترماً وعظيماً، ولم يتراجع حتى لحظة كتابة هذه السطور، عن حرفٍ نطق به في غزل التنظيم الإرهابي وقيادته.
وفي هذا الصدد نهنئ، سيادة النائب عبد العليم داوود، بتوليه منصب سفير الإخوان في القاهرة، ومبعوثهم الخاص داخل مجلس النواب.