في ميلاده الـ48.. عصام الحضري سد مصر العالي الذي لا يعترف بالعمر

أحد أساطير الكرة المصرية والأفريقية في حراسة المرمى، استطاع كتابة اسمه بحروف من نور في تاريخ اللعبة، بفضل الإنجازات الفردية والجماعية التي حققها طوال مسيرته الكبيرة، قبل أن يُسدل الستار مكتفيًا بما حققه، ويعلق حذاءه، هو عصام الدين كمال توفيق الحضري «السد العالي»، أفضل حراس الكرة في مصر وأفريقيا والوطن العربي بشكل عام، والذي أتم عامه الـ48، اليوم الجمعة.

ويحتفل عصام الحضري، حارس مرمى منتخب مصر الأسبق، والذي لعب للعديد من الأندية على رأسها الأهلي، بعيد ميلاده اليوم الجمعة، حيث ولد يوم 15من شهر يناير عام 1973 بكفر البطيخ التابعة لمحافظة دمياط.

وتوج عصام الحضري، بـ38 لقبًا و6 إنجازات على المستوى الشخصي لم يسبقه حارس مرمى من قبل، ويعد أكثر حراس مرمى منتخب مصر مشاركة في المباريات الدولية برصيد 159 مباراة، وهو أكبر لاعب سنًا شارك في مباراة في تاريخ كأس الأمم الإفريقية، بالإضافة إلى أنه في يونيو 2018، تم اختيار عصام الحضري ضمن قائمة منتخب مصر للمُشاركة في كأس العالم 2018 في روسيا، وأصبح أكبر حارس يُشارك في تاريخ بطولة كأس العالم.

بدأ الحضري، مسيرته مع الساحرة المستديرة من خلال نادي دمياط الذي كان يشارك في دوري الدرجة الثانية، وكان سببًا رئيسيًا لتصعيد ناديه إلى الدوري الممتاز وقتها، قبل أن يسعى النادي الأهلي لضمه لصفوفه، ثم تحقق بالفعل واستطاع ضمه.

السد العالي يبدأ مشواره مع الأهلي

وانتقل عصام الحضري لصفوف الأهلي عام 1996، ليكون الحارس الاحتياطي بعد الحارس اللامع وقتها أحمد شوبير، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاجتهاد ومواصلة التدريب والجد لاستغلال الفرصة الأولى التي سنحت له والتي كانت بالمشاركة أمام المريخ بعد أقل من سنة واحدة إثر إصابة شوبير الذي اعتزل فيما بعد.

وحافظ الحضري على مكانه كحارس مرمى أساسي للأهلي، وواصل كسب الثقة مع ناديه والذي كان له كبير الأثر في فوزه بدوري أبطال أفريقيا عام 2001، ثم كلل هذا الإنجاز بهدف رائع في العام ذاته من ركلة حرة غير مباشرة من مسافة 80 متر في مرمى كايزر تشيفر الجنوب أفريقي في بطولة كأس السوبر الأفريقي بعد أن لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في دخول الكرة للمرمى، كما أن السد العالي كان له دور مؤثر في فوز الأهلي بدوري أبطال أفريقيا 2005 و2006 والحصول على الميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية 2006.

الحضري يهرب إلى سيون

انضم الحضري إلى نادي سيون السويسري، عقب حصوله على بطاقة لعب مؤقتة من «فيفا» عقب سفره لسويسرا بحثًا عن تجربة الاحتراف التي سعى لها بطريقة غير مشروعة دون موافقة النادي الأهلي، حيث استند الحضري للوائح فيفا ضد ناديه، والتي تتيح للاعب الذي تجاوز عمره الثامنة والعشرون أن يفسخ عقده من طرف واحد بشرط استيفائه مدة الحماية القانونية والمقدرة بعامين من تعاقده مع ناديه بشرط إبلاغه كتابيًا برغبته في فسخ العقد قبل 15 يومًا من تاريخ انتهاء الموسم الكروي، الأمر الذي أثار غضب الجماهير لقراره، واعتبروه هاربًا، فضلًا عن أن الأهلي رفض تمامًا فكرة عودته وقتها ومستقبلًا أيضًا.

الحضري من الإسماعيلي إلى الزمالك

ونجح مسئولو النادي الإسماعيلي، في ضم عصام الحضرى من نادي سيون السويسري بمبلغ 600 ألف يورو وشارك الحارس الدولي مع الدراويش في موسم 2009-2010، قبل أن يرحل عنه سريعًا، وينضم بصفة رسمية لصفوف نادي الزمالك بعقد يمتد لثلاث سنوات في صيف 2010-2011.

أندية محطات في مشوار الحضري

انضم عصام الحضري حارس مرمى الزمالك ومنتخب مصر، لصفوف نادي المريخ السوداني بعقد يمتد لعامين موسم 2010-2011 في فترة الانتقالات الشتوية، إلا أنه وقع بعد ذلك في مشكلة مع النادي السوداني، وبعد حلها، انتقل الحضري إلى نادي الاتحاد السكندري في موسم الانتقالات الشتوية لمدة موسمين ونصف بداية من موسم 2012، ثم بعد توقف الكرة في مصر عقب مذبحة بورسعيد توقف عن اللعب ثم عاد للظهور مع نادي وادي دجلة موسم 2013-2014.

وظل الحضري يتنقل من أندية لأخرى عقب عام 2014، حيث عاد لصفوف الإسماعيلي ومنه رحل إلى التعاون السعودي ثم العودة للإسماعيلي من جديد وأخيرًا نادي النجوم الذي شارك معه في موسم 2018-2019 بالدوري الممتاز.

الحضري مع المنتخب

انضم الحضري بشكل سريع إلى منتخب مصر، رغم أنه كان الحارس الثاني في صفوف المنتخب بعد نادر السيد لنحو أربع سنوات، بعدها بدأ الحضري في حصد الجوائز وتحقيق الإنجازات مع الفراعنة وأصبح الحارس الأساسي للمنتخب، حيث لعب مع المنتخب أكثر من 100 مباراة دولية كانت أولها مع ليبيريا في 6 أبريل من عام 1997.

ويعتبر الحضري حتى الآن هو الحارس التاريخي لمصر فنيًا وجماهيريًا رغم ما شاب ذلك من أحداث هروبه من الأهلي إلى سويسرا وترك الفريق في أزمة حراسة المرمى التي ظل يعاني منها لسنوات طويلة حتى وجد ضالته في محمد الشناوي.

ويعتبر الحضري أفضل حراس المرمى في مصر على مر التاريخ وهو الحارس الوحيد الذي سيبقي اسمه محفورًا في أذهان محبي وعشاق كرة القدم في مصر والعالم العربي إلى عقود طويلة قادمة؛ نظرًا لما يتمتع به الحارس الفذ من لياقة وسرعة بديهة وتركيز وإخلاص شديد ظهر بشدة في مباراة العمر التي تألق فيها عصام الحضري عندما لعب أمام بطل العالم المنتحب الإيطالي في بطولة كأس القارات التي انتهت بفوز أسطوري للفراعنة بهدف نظيف، بسبب وجود الحارس العملاق بعد أن أنقذ مرمى المنتخب من أكثر من هدف محقق بالإضافة إلى أنه الحارس الوحيد في أفريقيا الفائز ببطولة الأمم الأفريقية لثلاث مرات متتالية وهو إنجاز قاري لم يسبقه إليه أحد على مر العصور، وبخلاف كل ذلك إصراره ومعافرته للعب والبقاء داخل المستطيل إلى أن وصل لعامه الـ46 ورغم ذلك كان يؤدي بشكل رائع للغاية.