منير مراد.. جمع بين شادية والعندليب ورقصت تحية كاريوكا وسامية جمال على ألحانه

مخرج وممثل وملحن ومؤلف، ولد لعائلة فنية عريقة، فهو ابن الموسيقار زكي مراد، وشقيقته الفنانة ليلى مراد، ترك جامعته وقرر أن يدخل عالم الفن، ليبدأ حياته من مجال السينما، ويقدم 24 عملًا فنيًا كمساعد مخرج مع كمال سليم، في فترة الأربعينات، واتجه بعدها لعالمه الكبير والذي تربى عليه وهو التلحين، ومنه إلى التمثيل، ليقدم عددًا من الأفلام والتي تميز فيها بخفة ظله، ومنها: "نهارك سعيد" و"أنا وحبيبي"، هو الفنان الراحل منير مراد صاحب الـ 3000 لحن، الذي يحل اليوم الأربعاء ذكرى ميلاده 99.

منير مراد وقصة الـ 3000 لحن

بدأت قصة الفنان منير مراد مع التلحين منذ طفولته باعتبار نشأته الفنية، مع والده وشقيقته، ولكن البداية الحقيقة كانت منذ تعرفه على الفنان الراحل محمد عبد الوهاب، ولازمه رحلاته إلى أوروبا ليكون مترجمًا له عند الفرنسيين والإنجليز، وكان يساعده في أعماله الفنية، حيث كان يلحن عبد الوهاب أحيانًا جملة أو جملتين وينساهم ليجد منير مراد يذكره بهم، نظرًا لتميزه بسرعة حفظ الجمل الموسيقية، والتي ساهمت في تكوين شخصيته الموسيقية المبكرة.

قرر بعد ذلك منير مراد أن يعمل على نفسه ويسبح في عالم الألحان والنوتات الموسيقية، حتى قدم هذا الكم الهائل من الأعمال، وترك بصمته مع عمالقة الطرب، فلحن لعدد من الفنانين الكبار، منهم محمد عبد المطلب وعبد الحليم حافظ، في "بكرة وبعده"، "وحياة قلبي وأفراحه"، ووردة، ومحمد رشدي، وصباح في " اللي تمنيته لقيته"، وشادية التي كان لها نصيب الأسد من ألحانه فقدما سويًا: "ما اقدرش أحب اثنين، يا دبلة الخطوبة، ألو ألو، اوعى تسيبني، اسم الله عليك، الدنيا مالها، تعالي أقولك، دور عليه، سوق على مهلك، وعد ومكتوب، منايا أغني، مش قلت لك يا قلبي، إن راح منك يا عين، شبك حبيبي، وهو من استطاع أن يجمع شادية بالعندليب في دويتو "حاجة غريبة".

كما أن منير مراد لحن أيضًا لشقيقته ليلى مراد ومحرم فؤاد وهاني شاكر وعفاف راضي، وغيرهم الكثيرين من الأسماء الكبيرة في عالم الغناء، تميز في هذا المجال واعتبر من المجددين في عالم الموسيقى، لمزجة بين الموسيقى العربية والغربية في معظم ألحانه، واعتماد موسيقاه على التنويعات الغربية، بالإضافة إلى أنه كان رائدًا من رواد الموسيقى الاستعراضية في مصر، فوضع أشهر موسيقى الرقصات والاستعراضات التي كانت تؤديها تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف.

نساء في حياة منير مراد

غيرت النساء في حياة صانع البهجة كثيرًا، حتى أن إحداهن تسببت في تغيره لديانته، وكانت أولى هذه النساء هي شقيقته ليلى مراد، والتي كان مرتبط بها كثيرًا في حياته، وقال عنه زكي فطين عبد الوهاب، نجل الفنانة ليلى مراد، أنه كان صانع البهجة في حياة والدته، مشيرًا إلى أنه كان يجمع حولهم الجمهور بالبهجة وخفة ظله.

وتأتي علاقته النسائية الثانية، بزواجه من للمرة الأولى من إحدى الفتيات الإيطالية، يهودية الجنسية، ولكن هذا الزواج لم يدم طويلًا، حتى يجد حبه مع الفنانة سهير البابلي، التي قرر أن يعلن إسلامه من أجل الزواج منها، وتزوج منها وعاشا مع بعضهما لمدة 9 سنوات، ولكن بسبب حبه الكبير وغيرته عليها، مما أدخلتهم في الكثير من الطرق المغلقة، قررا الاثنين الانفصال.

دخلت الفنانة شادية بعد ذلك حياة الفنان منير مراد، والتي كانت بمثابة القشة التي أنقذت "مراد" من الغرق، فشكلا مع بعضهما ثنائيًا ناجحًا، وقدما العديد من الأعمال الغنائية، حتى أن أغاني شادية ترتبط أغلبها بألحان منير مراد، كما ذكرنا سابقًا.

ويلعب أيضًا راقصات مصر الاستعراضيات "تحية كاريوكا" و"سامية جمال" و" نعيمة عاكف"، دورًا في حياة مراد، فصمم لهن أغلب رقصاتهم الاستعراضية، واستطعن أن يحققن نجاحًا كبيرًا بسببه، في الخمسينات والستينيات.

أما عن آخر النساء في حياة منير مراد، فكانت زواجه للمرة الثالثة، من إحدى السيدات من خارج الوسط الفني، والتي استمر معها حتى رحل عن عالمنا في يوم 17 أكتوبر من عام 1981، إثر تعرضه لأزمة قلبية عن عمر يناهز 59 عامًا، وللأسف على الرغم من هذا التاريخ الفني الكبير، إلا أنه لم يحضر جنازته سوى شخصين فقط هم أبناء شقيقته ليلى مراد.