أضرار المضاد الحيوي تتجاوز منافعه.. أطباء يوضحون
تناول المضادات الحيوية بشكل غير مسؤول أو بدون إشراف طبي واختيار دقيق، يسبب أمراضا خطيرة ويؤدي إلى مضاعفات صحية وأضرار تتجاوز منافعها وتفقد فعالياتها.
ومن جهته، قال الدكتور محمود محمد عمرو، مؤسس المركز القومي للسموم، ورئيس لجنة السميات بأكاديمية البحث العلمي إن التأثيرات الضارة الصحية للمضادات الحيوية تنتج عندما يتم تناول المضاد الحيوي بدون أسباب، مؤكدا أنه "علينا معرفة هل المضاد الحيوي لازم للمريض أو غير لازم له ويؤخذ للوقاية أم العلاج؟".
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"مستقبل وطن نيوز"، أنه إذا كان المضاد الحيوي يؤخذ للعلاج لابد أن تكون الفائدة التي تعود على المريض بنسبة 99% والإضرار الجانبية 1%، فمن الضرورة إنقاذه بنسبة 99%، مشيرًا إلى أن المضاد الحيوي يتم اختياره لما يتناسب مع المريض وما يتناسب مع حالته المرضية، قائلا: "لو المريض كليته كويسة أستطيع إعطاءه دواءً قويًا، لو الكلى مش كويسة بعيد اختياري للدواء كأني بدور علي دواء مطابق للمواصفات ومريض مناسب لهذا الدواء".
وأوضح عمرو، في مثال آخر أنه إذا كان المريض مصاب بكورونا وارتفاع في الحرارة لابد من معرفة سبب الحرارة الكورونا فقط أم كورونا وبكتيريا، لافتًا إلى أنه إذا كانت الحرارة موجودة عند شخص يكون الاحتمال الاكبر أن الارتفاع في الحرارة يصاحبها ميكروب لأن مناعة المريض ضعيفة، متابعا أنه في تلك الحالة يضطر الأطباء إعطاء المريض مضاد حيوي مع الأدوية الوقائية للكورونا وبعض الأدوية التي تمنع مضاعفات الكورونا.
هل يسبب أمراضا؟
وأكد مؤسس المركز القومي للسموم، أن هناك أمراضًا من الممكن أن تصيب من يبالغون في تناول المضادات الحيوية إذا كان الشخص يعاني من مشاكل في الكلي وأخذ مضادات حيوية بكثافة شديدة وبلا انتظام أو اختيار دقيق، سيؤدي إلى إصابته بفشل كلوي أو "كسل كلوي" (أي ضعف في الكلى).
وأضاف، أنه إذا كان المريض مصابًا بفيروس كبدي مثل فيروس سي أو بلهارسيا في الكبد وتناول المضادات الحيوية، سيؤدي ذلك إلى خلل في وظائف الكبد الحيوية اللازمة لحياة الإنسان مما يهدد حياته.
وأشار، إلى أن هناك أشخاصًا أصحاء ممكن أن يصابوا بحساسية شديدة من المضاد الحيوي وتظهر علامات الحساسية بعد أخذ المضاد الحيوي بساعتين أو ثلاثة حتى لو كان بالفم، لافتًا إلى أن الحل أخذ أدوية الحساسية التي تمنع تطور الحالة وفي نفس الوقت وقف أخذ ذلك المضاد الحيوي والأدوية المشابهة له واستبداله بنوع آخر.
وتابع عمرو، أن اعراض الحساسية من الممكن أن تظهر في الجلد أو الأمعاء أو الصدر أو العين والأنف، مشيرا إلى أن هناك أعراض ستكون واضحة للمريض والدكتور المشرف علة حالته، قائلا إنه إذا لم يظهر أعراض في الأيام الأولى وظهرت بعد أخذ الجرعة كاملة فسبب ذلك أن الجسم تعامل معاها معاملة جيدة طوال فترة أخذ المضاد الحيوي.
وأوضح: "مثلا الفيروس عندما يصيب الشخص لا يمرض في نفس اللحظة ونفس الشيء في المضاد الحيوي، الجسم يقاوم الحساسية التي تعتبر تسمم لفترة زمنية معينة"، قائلا: "وبعدها يتهد حيله وتظهر أعراض الحساسية لأن المادة الموجودة أصبحت غريبة".
ليس له تأثير على الفيروس
ومن جانبه، يقول الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن المضادات الحيوية ليس لها تأثير على الفيروسات ولكن لها تأثير على الميكروبات، مشيرا إلى أن بعض الأطباء يفضلون إعطاء مضادات الحيوية في حالات الفيروسات لأن في حالات كثيرة المريض يصاب بفيروس وميكروب في نفس الوقت.
وأضاف، أن السبب هو مساعدة الجسم في المدافعة عن نفسه ضد الفيروس والقضاء على الميكروب، لافتا إلى أن هذا سبب أن المضاد الحيوي يأخذ في حالات كورونا.
وأكد عوف، أن المضاد الحيوي لا يؤثر على مناعة الجسم ولكن سوء استخدامه يسبب مشاكل صحية.