في ذكرى وفاتها.. وصية صفية زغلول التي منحت فيها كل أموالها لهؤلاء الأشخاص
لم تنجب أبناء من زوجها سعد زغلول، فلقبها الشعب بأم المصريين: إنها صفية زغلول التي تمسكت بالنضال بعد وفاة الزعيم على مدار 20 عاما حتى وافتها المنية في مثل ذلك اليوم من عام 1946.
ولدت في 1878 لعائلة أرستقراطية، فهي الابنة الصغرى لـ مصطفى فهمي، باشا، من أوائل رؤساء وزراء مصر، منذ عرف البلد نظام الوزارة في أوائل القرن التاسع عشر، وزوجة سعد زغلول، وكان لها دور بارز في تحرير المرأة المصرية بجانب هدى شعراوي.
وفي 1921 خلعت الحجابَ لحظة وصولِها مع زوجها سعد زغلول إلى الإسكندرية، فكانت أول زوجة لزعيم سياسي عربي تظهر معه دون نقاب في المحافل العامة، كما خرجت على رأس مظاهرة نسائية في ثورة 1919من أجل المطالبة بالاستقلال.
وبعد قرار نفي الزعيم سعد زغلول، حملت لواء الثورة أصدرت بيانا قالت فيه: «إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً فإن شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وإن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية».
وبعد أن تم إلقاء البيان على المتظاهرين هتف أحدهم : «تحيا أم المصريين»، ومن يومها اكتسبت السيدة صفية زغلول ذلك اللقب الوطني.
كانت تخرج في المظاهرات وتلقي خطابات تُشغل الحماس في نفوس المصريين وتدفعهم إلى المضي قدمًا، وكان لها أثر كبير في ظهور الشعارات والتنديدات حتى أن أول الشهداء في تلك المظاهرات كانت من النساء مما أشعل الغضب في النفوس، وتوفيت في 12 يناير 1946، وكتبت وصيتها قبل ذلك بأيام توصي فيها بإعطاء تركتها إلى خدمها.