«خضير البورسعيدي.. مدرسة مصرية في الخط العربي».. كتاب جديد من إصدارات مكتبة الإسكندرية
أصدر مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، كتابًا توثيقيًّا وموسوعة فنية عن مسيرة وعطاء الفنان المصري والعالمي مسعد خضير البورسعيدي، صاحب الريادة الفنية والمكانة الفريدة، ونقيب خطاطي مصر، وشيخ تلك الصنعة الممتدة من مئات السنين في مصر والعالمين العربي والإسلامي.
يشير الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، في تصديره للكتاب، إلى دور الفنان خضير البورسعيدي في تطوير المدرسة المصرية في الخط العربي من خلال صياغة فنون مبتكرة تتعلق بلوحة الخط العربي، بالإضافة إلى إبداعاته في تشكيل الحروف العربية والتكوينات الهندسية، ليتبوأ الفنان خضير البورسعيدي مكانة بارزة في مسيرة الخط العربي في مصر والعالم أجمع.
ويؤكد الدكتور مصطفى الفقي على دور مصر الرائد في توثيق مسيرة الخط العربي، ودور مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الخطوط في توثيق تراث المدرسة المصرية في الخط العربي، وهو ما يتأكد يومًا بعد الآخر؛ في المحافظة على تلك الريادة داخل مصر وخارجها؛ بإصدارته المختلفة من الدراسات الأكاديمية التي توطن هذا الفن الأصيل، حيث أصدر مركز دراسات الخطوط سابقًا العديد من الإصدارات الرصينة في هذا المضمار مثل كتاب "ديوان الخط العربي في مصر"، وكتاب "سيد إبراهيم: سيرة عميد الخط العربي".
استمر العمل على هذا العمل الموسوعي لمدة تزيد عن ثلاث سنوات، قام فيها الدكتور محمد حسن باحث أول بمركز دراسات الخطوط، بالدراسة والتدقيق والتوثيق والمراجعة لمسيرة الفنان العالمي خضير البورسعيدي، لكي يستعرض تاريخه الفني وإرثه الخطي منذ ولادته ونشأته في مدينة بورسعيد؛ ثم بصمته الفنية لسنوات عدة بالتلفزيون المصري، وكتاباته على تيترات المسلسلات والبرامج المختلفة.
سجل هذا الكتاب الموسوعي، والذي بلغ حجمه 330 صفحة ملونة، ومن خلال أكثر من 600 تصميم ملون؛ إبداعات الخط العربي التصميمية المختلفة؛ حيث يعد استيعاب الإنتاج الإبداعي في فن خضير البورسعيدي من الأمور صعبة الحصر؛ لعدة أسباب أهمها عدد اللوحات التي أبدعها في مشوار حياته والتي بلغت ما يزيد عن 5000 لوحة خطية، والطابع التجديدي والتلقائي في فن خضير البورسعيدي الذي لا توقفه كتلة ولا يعجزه تكوين، مما يجعل الحصر الفني أو محاولة تقسيم هذا النتاج أيضًا عملية صعبة فنيًّا.
ويعتبر الكتاب حصادًا هامًا ودراسة رصينة لواحد من أهم الخطاطين العرب في العصر الحديث، والذي أطلق عليه نقاد الفن لقب "نهاية المجودين وبداية المجددين"، خاصة أن خطاطي المدرسة المصرية لم تُفرد لهم المساحة الكافية للدراسة والبحث المفترض لإنتاجهم، لذلك فإن هذا الكتاب يفتح المجال لإعادة القراءة، والدراسة الفنية الواعية لنتاج المدرسة المصرية في فن الخط العربي.