الأولى قتل جورج فلويد.. للمرة الثانية أمريكا ترسب في اختبار الديمقراطية
أشهر قليلة مرت على حادثة مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة منيابولس مينيسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الحادثة التي رجعت بأمريكا إلى عصور العبودية، وكأنها لم تتخلص بعد من عنصريتها القبيحة، وتتعامل مع السود على أنهم مواطنون من الدرجة العاشرة.
المرة الثانية جاءت أمس وأنصار ترامب يقتحمون مبنى الكونجرس الأمريكي في الوقت الذي يستعد فيه النواب للتصديق على فوز جو بايدن الفائز في الانتخابات الرئاسية، ليتفرج العالم على مشاهد همجية لقطعان المؤيدين لترامب وهم يقفزون سور المبنى التاريخي، ويتجولون داخل القاعة ويثيرون رعب من فيها.
مشاهد ستظل عالقة، ليس في ذاكرة الأمريكيين وحدهم، ولكن أيضا في ذاكرة العالم الذي بدأ ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها بلد لا يحترم الديمقراطية، في الوقت الذي يحرض فيه رئيسها دونالد ترامب المؤيدين على تلك الأعمال المخالفة للقانون والدستور.
على تويتر ظهر زعماء الدول الكبرى وهم يشجبون ما يجري داخل قاعات الكونجرس، فيما تمسك الديمقراطيون بنتائج الانتخابات، وهم يطالبون بإنهاء الوضع فورا، ويحثون ترامب على «لم» أنصاره.
لا أحد يعرف ماذا سيجري في الساعات المقبلة، أو يخمن النقطة الأخرى الساخنة التي قد يختارها أنصار ترامب لمواصلة أعمال الشغب التي بدأت أمس بدعوة مباشرة من الرئيس للتجمع أمام الكونجرس.
التحليلات السياسية لا تفيد مع حالة التهور الموجودة على الأرض، وفي الشارع الأمريكي الذي تحتله عصابة ترامب وهي تسجل غضبها من فوز بايدن بأسلوب همجي لا يحدث إلا في جمهورية الموز وفق تعبير الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش.