في ذكرى اغتيال سليماني.. إيران بين دوافع الانتقام والخوف من العاصفة الأمريكية
بينما تواصل إيران تهديدها ووعيدها بالانتقام لمقتل قائد فيلق القدس الإيراني السابق، قاسم سليماني، بعد مرور عام على اغتياله، تستعد الولايات المتحدة للرد بشكل صارم على أي هجوم انتقامي محتمل من جانب الميليشيات الموالية لإيران في العراق، ضد القوات الأمريكية.
وذكر تقرير لشبكة "إيران انترناشيونال، أن إيران وجدت نفسها بعد مرور عام على مقتل أبرز قادتها العسكريين ومهندس سياستها "العسكرية" خارج البلاد، مكبلة على الصعيد الخارجي، في ظل تهديد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، برد قاسي على أي هجوم محتمل يستهدف المصالح الأمريكية في الخارج.
واعتبر العديد من المراقبين أن نظام إيران أصيب بجرح لا يداوى بفقدان سليماني حيث قال تقرير لشبكة "إيران إنترناشيونال" إن غياب سليماني له تأثير جدي على النظام الإيراني، وفيلق القدس، والجماعات الموالية له سواء في سوريا أو العراق، فالرجل كان القائد العام للميليشيات المدعومة من طهران في الشرق الأوسط، وكان يقود بشكل مباشر الفصائل المسلحة المختلفة في العراق، فضلا عن تنسيقه التام مع حزب الله في لبنان، وحماس، والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، ولواء فاطميون (الميليشيات الأفغانية)، و"زينبيون" (الميليشيات الباكستانية) وغيرها في سوريا.
وأضاف التقرير أن "تلك الجماعات كانت، ولا تزال، الأذرع العسكرية لإيران ضد خصومها، ووسائل نفوذها.
ولم يكن سليماني، القائد العام لتلك الجماعات فحسب، بل كان أيضًا مؤسسًا لبعضها، مثل الحشد الشعبي، وفاطميون، وزينبيون، وكان يربط وينسق فيما بينها، لكن بعد مقتله لم يتمكن إسماعيل قاآني، القائد الجديد لفيلق القدس، من لعب نفس الدور، ولعل ما قاله زعيم حزب الله في أحدث مقابلاته قبل أيام لخير دليل على ذلك، فقد أشار إلى أنه ما زال جديدا وبالتالي لا يمكن الحكم عليه من الآن، على الرغم من مرور سنة على توليه المنصب.
وتخطت التهديدات الإيرانية لأمريكا كل الحدود لتصل الى التلميح بشن هجمات داخل الأراضي الأمريكية، حيث قال قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني قبل يومين، في مراسم إحياء الذكرى الأولى لاغتيال سلفه سليماني: "يمكن أن يكون هناك أناس من داخل بيوتكم يردون على جريمتكم هذه" في إشارة إلى عملية الاغتيال التي نفذتها القوات الأمريكية.
وفي واشنطن، حذر السيناتور الجمهوري ورئيس اللجنة القضائية بالكونجرس، ليندسي جراهام إيران من الحسابات الخاطئة ووعد برد قوي وغاشم على اية تحركات او استفزازات، ضد المصالح الأمريكية.
وقال في تغريدة على حسابه في تويتر "أقول للإيرانيين يجب ألا تعتقدوا للحظة أن السياسة الداخلية الأمريكية صرفتنا عن مراقبة كل تحركاتكم"، مضيفًا: "إذا لزم الأمر سوف نرد على استفزازتكم بقوة ساحقة.. لا تخطئوا في تقديراتكم".