البابا تواضروس لـ مجلة «الكتاب الذهبي»: ثورة يونيو أعادت هوية الوطن
نشرت مجلة "الكتاب الذهبي"، أحد أعرق إصدارات مؤسسة "روزاليوسف"، في عدد يناير الصادر اليوم الأحد، حوارًا تاريخيًا لقداسة البابا تواضروس الثاني، أجراه مع قداسته الكاتب الصحفي، أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير "الكتاب الذهبي"، رئيس تحرير "بوابة روزاليوسف".
وقال عبدالمجيد، إن الحوار من أهم الحوارات، التي يعتز بها، وحرص على أن يكون مميزًا، يحوي معلومات لن يجدها القارئ في أي حوار آخر لقداسته، مضيفًا: "لذا رأيت أن يكون حوار الشخصية، يبدأ من صرخة الميلاد والطفولة المبكرة ومؤثرات التكوين، والنشأة، والقراءات، مرورًا بالمراحل التعليمية والشخصية، وصولًا لقرار الرهبنة".
وتناول الحوار كواليس اللحظات الحاسمة، قبل وأثناء القرعة الهيكلية، والتعاطي مع الأحداث الأخطر في تاريخ مصر، التي بلغت ذروتها بحرق الإرهابيين للكنائس، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وبيان 3 يوليو، واللوائح التي تُصاغ داخل الكنيسة لتنظيم العلاقات الكنسية.
وأكد قداسة البابا تواضروس الثاني في حواره التاريخي لـ"الكتاب الذهبي" - أن الرئيس السيسي ورجال دولة 30 يونيو على قدر كلمتهم أوفوا بالعهود واستعادوا هوية الوطن، مشيرًا إلى أن بدء بناء وافتتاح المسجد والكنيسة في توقيت واحد علامة مضيئة في تاريخ الوطن، واصفًا العاصمة الإدارية الجديدة بفخر مصر وإفريقيا.
وتحدث قداسة البابا عن مولده، وتنقلاته مع أسرته في عدد من محافظات مصر، كاشفًا عن ثلاث حوادث فارقة في حياته تصادف حدوثها في 4 نوفمبر، كاشفًا سر حلمه بدراسة الصيدلة وكواليس تحقيق ذلك الحلم.
وشدد البابا تواضروس على أن وحدة المصريين عصية على التفتيت، أبوها النيل وأمها الأرض الطيبة، متطرقًا لظروف نشأته وتأثير والده في حياته، ووفاته مبكرًا وسر نصيحته له: "لا تلد الخط معوجًا".. وجولاته التعليمية وكأنه يعده لمواجهة الحياة.
وقال قداسة البابا تواضروس : إن إصلاحات مصر الاقتصادية والمعالجة الحكيمة لأزمة "كورونا"، جعلت مصر تحقق نموًا نادرًا، مقارنة بدول العالم.
وكشف الحوار أسرار أول شيك حصل عليه البابا في حياته، والجوائز التي فاز بها، وكواليس تفوقه الدراسي.
وتطرق الحوار لكواليس دعوة قداسته لاجتماع 3 يوليو 2013، التاريخي، الذي دعي لحضوره قبل موعده بساعتين، مشددًا على أن السيسي أداره بديمقراطية كبيرة.
وعن وصول الإخوان للحكم قال البابا: "شعرت بأن مصر تُسرق في 2013 ونحن نقف مكتوفي الأيدي .. واحتضن بعضنا البعض عقب بيان 3 يوليو ابتهاجًا باستعادة هوية الوطن".
ويتناول عدد مجلة "الكتاب الذهبي"، "الكنيسة المصرية.. 2000 عام وطنية"، تاريخ الكنيسة الوطنية، منذ دخول المسيحية في مصر، منتصف القرن الأول الميلادي، ومراحل الوحدة الوطنية التاريخية، وندوة بعنوان "المواطنة حصن الأمة .. كيف ندعم لبناتها"، تحدث بها رجال الكنيسة والأزهر ونواب ومفكرون، اتفقوا على أن "الأديان ترسخ الانتماء للأوطان، والتطرف يبدأ باختراق العقل الجمعي، وعلينا حمايته".
ويحمل العدد غير المسبوق حوارًا مع الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، كاشفًا أن أعضاء بالكونجرس الأمريكي قالوا له: "وطنية الرئيس السيسي وإنجازاته في ملف المواطنة واقع لا يتطلب حديثكم عنه".. واصفًا ثورة 30 يونيو بمعجزة القرن الـ21، مؤكدًا أن الدولة حققت خطوات كبيرة لترسيخ المواطنة.
وأضاف القس أندريه زكي: "قانون ترميم وبناء الكنائس، أحد الأعمدة الواقعية للمواطنة، والرئيس السيسي محق في الدعوة لتجديد الخطاب الديني، مقترحًا تشكيل مجلس قومي للمواطنة، يضم ممثلي المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية والثقافية".