وحيد حامد يغادر الحياة ويحول مصر إلى سرادق عزاء
فجأة.. تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى سرادقات عزاء، صورة وحيد حامد وخبر موته القاسم المشترك بين الصفحات، بينما خيم الحزن على الجميع في اليوم الثاني من العام الجديد الذي قرر أن يصدمنا بموت الكاتب الأكبر في تاريخ السينما والدراما.
رحل المؤلف الذي كان يتخذ من المواطن المصري بطلا في أغلب أعماله التي تحولت إلى علامات مضيئة في تاريخ الفن السابع، بعد أن تناول قضاياه العادية ليقدمها إلى المسؤولين، وقد جسدها كبار النجوم مثل: عادل إمام، وأحمد زكي، ونور الشريف.
رحل وترك أفلاما كلما تم عرضها حصلت على مشاهدات أعلى : "طائر الليل الحزين" و"غريب في بيتى" و"البريء" و"الراقصة والسياسي" و"الغول" و"الهلفوت" و"الإرهاب والكباب" و"اللعب مع الكبار" و"اضحك الصورة تطلع حلوة" و"سوق المتعة" و"الغول" و"آخر الرجال المحترمين" وغيرها.
رحل سيد الدراما الذي أثرى مكتبة التلفزيون بالعديد من الأعمال الناجحة مثل مسلسلات: "البشاير" و"العائلة" و"الدم والنار" و"أوان الورد" و"الجماعة".
لم يتهافت على وحيد حامد كبار النجوم فقط، ولكنه كان المؤلف الذي يسعى إليه "عتاولة" الإخراج في مصر: سمير سيف، شريف عرفة وعاطف الطيب وغيرهم.
وعلى مدار 40 عامًا قدم الكاتب أعمالا سينمائية ودرامية تتسم بالموضوعية والجرأة والجاذبية جعلت منه واحدا من أهم كتاب السيناريو في الوطن العربي.
ولد في منيا القمح بمحافظة الشرقية، وتزوج من الإعلامية زينب سويدان، رئيس التلفزيون المصري سابقًا.
حضر من الشرقية لدراسة الآداب قسم اجتماع عام 1963 ، وأخلص للثقافة وواظب على الاطلاع في الكتب الأدبية والفكرية والثقافية، ما جعل منه زائرا للمكتبات والسينما والمسرح، بينما كان يحلم بأن يصبح كاتبا مسرحيا.
أما أول مجموعة قصصية له صدرت عن هيئة الكتاب بعنوان "القمر يقتل عاشقه"، إلا أن يوسف إدريس نصحه بالكتابة في مجال الدراما، فيما كتب أكثر من 40 فيلمًا منهم "احكي ياشهرازاد"، و"قط وفار"، "الوعد"، "دم الغزال"، "طيور الظلام"، و"المساطيل".
و قدم الراحل ثنائيا رائعا مع مع عادل إمام وشريف عرفة من خلال العديد من الأفلام المهمة والتي أثارت الكثير من الجدل ومنها "الإرهاب والكباب"، "اللعب مع الكبار" و"المنسي" و"طيور الظلام"، كما كتب السيناريو والحوار لفيلم "عمارة يعقوبيان" والمأخوذ عن رواية بالاسم نفسه والفيلم أخرجه نجله مروان حامد.
يمتلك في تاريخه الفني 15 مسلسلاً تلفزيونيًا منهم "شياطين الليل و"الجوارح"، "الدم والنار"، "كل هذا الحب"، كما ألف وحيد حامد 12 مسلسلا إذاعيًا بينهم "شياطين الليل"، "الرجل الذي عاد"، "طائر الليل الحزين"، "بنت مين في مصر".
قدم 5 أعمال مسرحية منها "آه يابلد" 1971، و"سهرة في بار الأحلام" 1975، و"جحا يحكم المدينة" التي قدمتها فرقة النجوم المسرحية، وحصد العديد من الجوائز، مثل الجائزة الفضية من مهرجان ميلانو بإيطاليا عن فيلم "الإرهاب والكباب"، وأحسن فيلم من الصين عن "أضحك الصورة تطلع حلوة"، وجائزة أحسن سيناريو من مهرجان فالينسيا السينمائي بإسبانيا عن فيلم "اللعب مع الكبار".
أما آخر أعمال الكاتب الكبير وحيد حامد مسلسل "الجماعة 2" ، والذي رصد فيه ممارسات الإخوان خلال فترة ما بعد ثورة 23 يوليو، وحقق نجاحًا كبيرًا.