الكشف عن أكبر مخطط إيراني للتوغل في مصر بمشاركة جماعة الإخوان الإرهابية

كشفت وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني تفاصيل أكبر مخطط إيراني للتوغل في مصر بمشاركة تنظيم الإخوان الإرهابي والذي تحدث عنه القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني عام 2011.
المخطط الشيطاني
نشرت الوكالة الإيرانية تصريحات سرية لسليماني بمناسبة مرور عام على اغتياله بضربة أمريكية ألقاها خلال اجتماع مع قادة الحرس الثوري بمناسبة الربيع العربي عام 2011، وبعد مرور خمسة أشهر على أحداثها.
وبحسب الوكالة، قال سليماني في تعليقه على الثورة المصرية عام 2011 وعن إمكانية توغل إيران بمصر: نحن نعتقد أن ما يحدث في المنطقة هو من طبيعة "الثورة الإيرانية".
تقارب الفكر الإيراني مع التنظيم الإرهابي
زيارة نواب صفوي إلى مصر عام 1954م
وعبّر سليماني خلال اللقاء عن قدسية "مؤسسي الإخوان المسلمين" لدى النظام الإيراني قائلًا: "أحد شوارعنا الرئيسية سمي باسم حسن البنا، وهو المؤسس الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين" مضيفًا: "كما أن من أكثر الشخصيات احترامًا بين علماء الدين لدينا هو سيد قطب، حيث كانت أهم أعمال المرشد الأعلى (خامنئي) هو ترجمة شرح كتب سيد قطب".
فيما أوضح سليماني أن "حركة حماس التي تتهم اليوم بالتحالف مع إيران، هي الفرع الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين" مضيفًا: "الأصدقاء الرئيسيون لثورتنا مثل أردوغان في تركيا، وأحمد شاه مسعود ورباني في أفغانستان.. هم شخصيات رئيسية في جماعة الإخوان المسلمين".
وأكد القائد السابق أن كل هذه العوامل تمهد الطريق للوجود الإيراني في مصر من خلال تمكين جماعة "الإخوان المسلمين" من السلطة في مصر.
الخميني يدعو لتطبيق الثورة الإيرانية في مصر
جدير بالذكر أن المرشد الإيراني، علي خامنئي صرح في خطاب في 4 فبراير عام 2011 بشأن الثورة المصرية وقبيل أيام من تنحي مبارك، قائلًا: إن "ما يجرى في مصر من ثورة ضد مبارك، يشبه تماما الثورة الإيرانية ضد شاه إيران"، مطالبًا بتطبيق نموذج الثورة الخمينية في مصر.
ومن الأدلة الواضحة على قوة العلاقات بين إيران وجماعة الإخوان هو معارضة طهران مرارًا وتكرارًا لأي قرار أمريكي يصنف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.
وتعود علاقة الجماعة الإرهابية بالتيارات السياسية في إيران إلى الخمسينات من القرن الماضي، من خلال اجتماع في عام 1954 بين سيد قطب، القيادي في الجماعة ونواب صفوي، مؤسس منظمة " فدائيي إيران"، المقرب من الخميني آنذاك.
ويتشابه التنظيمان كثيرًا إلى حد التطابق في الأهداف السياسية رغم اختلافهما في ثنائية "الخلافة والإمامة ومن ذلك الوقت توحدت المفاهيم السياسية الإيرانية والإخوانية.
واتخذ نواب صفوى نهج العنف والاغتيالات على غرار الجماعة الإرهابية في مصر وقام من خلال منظمته " فدائيي إسلام" بتصفيات واغتيالات ضد سياسيين وشخصيات إيرانية، من بينها عملية اغتيال فاشلة لرئيس الوزراء حسين علاء، عام 1955.
وحُكم على صفوي حينها بالإعدام ونُفذ الحكم به في عام 1956 حيث لم يقبل الشاه وساطة كل من الخميني وجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
هذا وقد أقدم خامنئي على ترجمة كتب لـ"سيد قطب"، وهي المجلدين الأولين "المستقبل لهذا الدين" و"الإسلام ومشكلات الحضارة" من العربية إلى الفارسية.
في حين أعربت جماعة الإخوان في مصر عن ترحيبها بالثورة الإيرانية عام 1979 ومن أشد الداعمين لتشكيل نظام روح الله خميني.
وأوضحت الوكالة أن القيادي الإخواني يوسف ندا، صرح في وقت سابق أن الإخوان شكلوا وفدًا لزيارة الخميني عندما كان في المنفى في باريس لدعمه، وأن ثالث طائرة تهبط لإيران بعد طائرة الخميني بعد الثورة هي طائرة وفد الإخوان الذي قدم لإيران لتهنئة الخميني.
علاقة إيران بالإخوان بعد فوز مرسي
زيارة مرسي لطهران عام 2012 للمشاركة في قمة عدم الانحياز
كانت إيران أول المهنئين لمحمد مرسي بعد فوزه في انتخابات الرئاسة وكثر الثناء على مُرسي والدعوة للتقارب مع مصر، وزار حينها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد القاهرة فبراير 2012 وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني لمصر منذ اندلاع الثورة الإيرانية.
وأعلنت صحيفة التايمز البريطانية في 8 يناير 2013 أن القائد السابق للفيلق قام بلقاء سري مع مسؤولين كبار مقرّبين من محمد مرسي وكذلك مع مستشاره عصام الحداد، ومسؤولين من جماعة الإخوان، بغية تكوين جهازَيْن أمني واستخباري خاصَّيْن بالإخوان، يكونان منفصلَيْن عن أجهزة الدولة في مصر، لكن إيران نفت حينها وجود هذه الزيارة.
وما زالت إيران تتواصل مع الجماعة الإرهابية وعناصرها في تركيا بعد مرور سنوات من سقوط مرسي حيث التقى آية الله محسن أراكي مستشار المرشد الإيراني، بنائب مرشد الجماعة الإرهابية إبراهيم منير والعضو البارز فيها جمال بدوي، وأكدا على تنمية التعاون العلمي بين الحوزات الدينية الشيعية في يوليو 2017.