العدالة تقتص لها بعد 77 يومًا.. القصة الكاملة لـ فتاة المعادي
أسدلت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الأربعاء، الستار على قضية شغلت الرأي العام بسبب بشاعتها، والمعروفة إعلاميًا بـ"فتاة المعادي"، وقضت بالإعدام شنقًا لمتهمين وبراءة الثالث مالك السيارة، وتعتبر تلك القضية من أسرع الوقائع التي تم تداولها داخل أروقه المحكمة، حيث تم عقد 3 جلسات لها في أقل من 77 يومًا.
ويرصد "مستقبل وطن نيوز" في السطور القادمة تفاصيل الواقعة منذ بدايتها.
في 13 أكتوبر الماضي تصدرت قصة فتاة المعادي مريم محمد مواقع التواصل الاجتماعي، وأصابت بعض المواطنين بالخوف بسبب بشاعة مقتلها، بسحلها أسفل عجلات سيارة أثناء محاولة الجناة سرقة حقيبة ظهرها.
تفاصيل قصة سحل فتاة المعادي
تلقى قسم شرطة المعادي، بلاغًا من أهالي شارع 9 في منطقة المعادي، بوجود جثة فتاة في العقد الثالث من عمرها ملقاة في الشارع ويظهر عليها أثار سحل وكدمات، وعلى الفور انتقلت قوة من الشرطة إلى مكان الحادث، وقاموا بتفريغ كاميرات المراقبة في المكان، وتبين أن عددًا من الشباب المجهولين يستقلون سيارة، شرعوا في مضايقة الفتاة أثناء سيرها في الشارع.
وحاول أحد الشباب سرقة حقيبة الفتاة لكنها تمسكت بحقيبتها فقاموا بسحلها بالسيارة لعدة أمتار حتى سقطت على الأرض وتوفت نتيجة لذلك.
وفتحت النيابة العامة تحقيقًا موسعًا في هذه الواقعة للوصول لمرتكبي هذه الجريمة التي أفزعت الكثير من أهالي المنطقة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتبين أن الفتاة التي توفيت تدعى مريم محمد.
وبعمل التحريات، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على سائق السيارة التي تسببت في سحل الفتاة ما أدى لوفاتها.
وبينًٓت كاميرات المراقبة السيارة المستخدمة في الواقعة إذ كشف الفحص أنها مطموسة الأرقام، لكن تم التوصل لخط سيرها بمنطقة دار السلام، وتبين أنها سيارة ميكروباص بيضاء اللون، ملك محمد عبد العزيز محمد أمين، وشهرته حماصة، مواليد 1969، سائق ومقيم بمنطقة مصر القديمة، سبق ضبطه واتهامه في 6 اتهامات آخرها القضية رقم 9865 لسنة 2012م قصر النيل سرقه.
وأمكن التوصل إلى أنه يقوم بإيجار السيارة لسائقين من بينهم سائق يعمل بها بخط الجيزة دار السلام، يدعى وليد عبد الرحمن فكرى عبد الرحمن وشهرته وليد السويفى، مواليد 1986، سائق ومقيم اسطبل عنتر بمصر القديمة، والسابق ضبطه واتهامه في عدة قضايا، وهى القضية رقم 19768 لسنة 2009م مصر القديمة مخدرات، والقضية رقم 7469 لسنة 2008م الدقي مخدرات.
كشفت التحريات قيام المتهم الأخير بارتكابه الواقعة بمشاركة نجل خالته محمد أسامة محمد جلال، وشهرته محمد الصغير مواليد 1987، ويعمل فرد أمن ومقيم شارع الملكة – كفر طهرمس – بولاق الدكرور، والسابق اتهامه في عدة قضايا، وهي القضية رقم 989 لسنة 2016م العبور مخدرات، والقضية رقم 9305 لسنة 2015م الهرم مخدرات، والقضية رقم 835 لسنة 2010م بولاق الدكرور سلاح بدون ترخيص.
ونجحت الشرطة في القبض على المتهمين، كما ضبطت السيارة المستخدمة في الواقعة، وبمواجهتهما أقرا بتكوينهما تشكيلًا عصابيًا لارتكاب وقائع سرقات الحقائب بأسلوب خطف الحقيبة باستخدام السيارة المضبوطة ومن بينها الواقعة محل ضبطهما، حيث قررا أنهما أثناء سيرهما بمكان الواقعة شاهدا المجني عليها وبحوزتها الحقيبة، فاقتربا منها حيث كان يقود السيارة الأول وقام الثاني بخطف الحقيبة من المجني عليها والتي قامت بالإمساك بها، حيث اصطدمت بالسيارة أثناء ذلك وسقطت أرضًا وسحبت لمسافة مع السيارة أثناء فرارهما.
وتابع المتهمان بقيامهما بأخذ متعلقات المجني عليها من أدوات المكياج، واحتفاظ الأول بها بمسكنه وتخلصهم من الحقيبة بإلقائها بأحد الأماكن، كما أرشدا عن باقي متعلقات المجني عليها، وقالا لاعتقادهما أن الأمر لن يتطور لمقتل الفتاة وأن غرضهما كان السرقة فقط "زي كل مرة".
وكشف النيابة العامة تفاصيل الحادث في بيان لها، حيث قالت إنها تلقت في غضون الساعة السابعة مساءً بلاغًا من غرفة عمليات النجدة بقسم شرطة المعادي، بوفاة المجني عليها مريم البالغة من العمر أربعة وعشرين عامًا بحي المعادي، وأنَّ شاهدًا قد أبلغ الشرطة برؤيته سيارة (ميكروباص بيضاء اللون) يستقلُّها اثنان، انتزع مُرافِق سائقِها حقيبةَ المجني عليها منها، ممَّا أدى إلى اصطدامها بسيارة متوقفة ومن ثَمَّ وفاتها.
وانتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمان المجني عليها وتبينت إصابتها بأنحاء متفرقة من جسمها، كما انتقلت لمعاينة مسرح الحدث بصحبةِ ضُبَّاط الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، فتبينت آثار دماء ملطخة بالرمال على مقربة من إحدى السيارات، فأخذت عينات منها، وكلَّفتْ ضباطَ الإدارة بمضاهاتها بعينة دماء المجني عليها، كما تمكنت النيابة العامة من الحصول على خمسة مقاطع مرئية من آلات المراقبة المُطلَّة على موقع الحادث، والتي تبيَّن منها مرورُ السيارة التي استقلها المتهمان بسرعةٍ فائقة.
وسألت النيابة العامة شاهدًا رأى المجني عليها في صحبة أخرى تتحدثان بالقرب من السيارة التي عثرت النيابة العامة على آثارٍ دمويَّةٍ بالقرب منها، وخلال توقفهما اقتربت سيارة ميكروباص بيضاء اللون مطموس بيانات لوحتها المعدنية الخلفية، يستقلها اثنان أدلى بمواصفاتهما، حيث انتزع مرافق سائقها حقيبة المجني عليها التي كانت ترتديها على ظهرها، وتشبث بها خلال تحرك السيارة ممَّا أخلَّ بتوازن المجني عليها، فارتطم رأسُها بمقدمة السيارة التي كانت تتوقف بجوارها، وفرَّ الجانيان بالحقيبة، بينما ابتعدت الفتاة التي كانت بصحبة المجني خوفًا أثناء وقوع الحادث، وأضاف بأن المجني عليها قد مكثت قرابة نصف ساعة بمكان الحادث حتى قدوم سيارة الإسعاف، ثم فارقت الحياة.
وفي 25 نوفمبر، قررت محكمة جنايات القاهرة، إحالة أوراق المتهمين الأول والثاني إلى فضيلة المفتي، وتحديد جلسة 30 ديسمبر للنطق بالحكم النهائي.
وطالب دفاع المجني عليها، خلال الجلسة، بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين الثلاثة في قضية مقتل الفتاة بحي المعادي بالقاهرة، كما شهدت المحكمة انهيار والد الفتاة داخل قاعة المحكمة بعد سماع قرارها بإحالة المتهمين للمفتي.
وبتاريخ 30 ديسمبر، قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، بإعدام المتهم الأول والثاني وبراءة المتهم الثالث.