المحكمة انتصرت للضحايا بعد 150 يوما.. القصة الكاملة للمتحرش أحمد بسام زكي
بعد مرور 5 أشهر على قضية متحرش الجامعة الأمريكية أسدلت محكمة الجنايات الستار على تلك الواقعة بمعاقبة أحمد بسام زكي بتهمة هتك عرض 3 فتيات لمدة 3 سنوات؛ لتنتصر بذلك الحكم لضحايا المتهم وتعيد إليهم جزءا من حقهم المسلوب بطريقة قانونية.
تعود أحداث تفاصيل تلك الواقعة لبداية شهر يوليو من العام الحالي 2020، حيث تم تم تشدين صفحة على "إنستجرام" حملت اسم "بوليس الاعتداءات الجنسية"، أطلق القائمون عليها دعوة جميع الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي والاغتصاب من قبل الشاب "أحمد بسام زكي" للتقدم بمراسلة الجروب ومشاركة قصصهم، بهدف تجميع أدلة اتهام ضد شاب، لتقديمه للمحاكمة، وأفاد منشور على حساب الصفحة بأن أحمد بسام زكي معتدي جنسيا، استغل جنسيا عددًا صادما من النساء والفتيات دون السن القانونية في جميع أنحاء مصر.
بعد انتشار روايات حول وقائع الطالب أصدر المجلس القومي للمرأة بيانا طالب فيه الجهات المعنية بالنظر والتحقيق في المأساة، وناشدت جميع الفتيات الضحايا بالتقدم ببلاغ رسمي ضد هذا الشاب حتى ينال عقابه الذي يستحقه طبقا للقانون، ويكون عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بالفتيات والتحرش بهن.
أرسلت صفحة "بوليس الاعتداءات الجنسية"، رسالة واضحة إلى ضحايا زكي قالت فيها "لستم وحدكم، تقدموا بذكر قصصكم، نحن نشجع جميع الضحايا بإرسال المزيد من الأدلة لتقديمها إلينا، سوف نحميكم، معا يمكننا فضح هذا الشخص وتقديمه إلى العدالة".
وأصدرت الجامعة الأمريكية بيانا أفادت فيه، بأن الشاب ليس طالب حاليا بها وغادرها منذ 2018، وفي أعقاب ذلك، أعلنت النيابة العامة أنها تُجري تحقيقاتها مع المتهم أحمد بسام زكي بعد أن ألقت الشرطة القبض عليه، وحررت محضرا بواقعة الضبط وعرضه على النيابة المختصة.
وذكر بيان رسمي عن النائب العام في ذلك الوقت، قال فيه: "إنه تابع ما تداول بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن مَن يدعى "أحمد بسام ذكي" وتعديه على عدد من الفتيات بالقول والفعل، وإكراههن على ممارسات منافية للآداب بالتهديد أو الإكراه، وأكدت النيابة حرصها ورعايتها لمصالح وحقوق المواطنين على حد سواء، وأكدت أنها الأمينة والقائمة على الدعوى العمومية وتحقيق العدالة الناجزة.
وتصدرت واقعة أحمد بسام زكي كافة مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالب بمحاكمته عبر وسوم وتغريدات عدة، بعد كشف فتيات عن مواقف تحرش وإيذاء تعرضن لها مع الشاب نفسه، دفع أجهزة الأمن بوزارة الداخلية إلى التحرك فورا للقبض على المتهم، وتم إحالته للنيابة التي تولت التحقيق.
وفي السادس من شهر يوليو الماضي، أمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام، بحبس المتهم أحمد بسام زكي، 4 أيام احتياطيّا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بالشروع في مواقعة فتاتين بغير رضاهما، وهتكه عرضهما وفتاة أخرى بالقوة والتهديد وكان عُمر إحداهن لم يبلغ ثماني عشرة سنة، وتهديدهن وأخريات بإفشاء ونسبة أمور لهن مخدشة لشرفهن، وكان ذلك مصحوبًا بطلب ممارسته الرذيلة معهن وعدم إنهاء علاقتهن به، وتحريضهن على الفسق بإشارات وأقوال، وتعمده إزعاجهن ومضايقتهن بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات، وتعديه بذلك على مبادىء وقيم أسرية في المجتمع المصري، وانتهاكه حرمة حياتهن الخاصة، وإرساله لهن بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية دون موافقتهن، واستخدامه حسابات خاصة على الشبكة المعلوماتية لارتكاب تلك الجرائم، وقد أمرت المحكمة بمد حبسه احتياطيًّا 15 يوما.
كما سألت النيابة أربعة فتيات وطفلة تقدمن إليها ببلاغات ضد المتهم واللاتي شهدن بتعارفهن عليه من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة خلال الفترة من 2016 حتى بداية العام الجاري، وإجرائه محادثات وهمية معهن تتضمن خلق مواضيع مشتركة أو استعطافهن بمروره بأزمات حادَّة، أو محاولة إثارة إعجابهن لضمان توطيد علاقتهن به، ثم طلبه لقاءهن بحجج مختلفة، ليستدرجهن بذلك إلى لقاءات بالمجمع السكني محل سكنه أو أماكن أخرى، وما أن خلا بهن تعدى عليهن بأفعال هتكت عرضهن محاولا مواقعتهن، إلا أنهن تمكن من مقاومته والخلاص منه، ثم لاحقهن بعد ذلك برسائل جنسية مكثفة مصحوبةً بطلب ممارسة الرذيلة معه وعدم إنهاء علاقتهن به تحت تهديد نشر ما التقطه من صور لهن خلال تعديه عليهن، أو التذرع بنفوذ مزعوم لديه للتشهير بهن، ولكنهن لم يذعنوا إلى طلبه وأنهين علاقتهن به، وآثرن عدم الإبلاغ خشية من ذويهن وإلقاء اللوم عليهن، ثم أقدموا على الإبلاغ لاحقاً لما ذيع أمره خشية إفلاته من العقاب.
واستمعت النيابة العامة خلال عدة أيام إلى شهادات المجني عليهن، وتسلمت تحريات المباحث حول ملابسات كل واقعة على حدة، وكذا تسلمت بعض التقارير الفنية التي أثبتت صحة تعدي المتهم جنسيا على المجني عليهن، وابتزازهن وتهديدهن.
عقب انتهاء تحقيقات النيابة في الوقائع المثارة، أصدر النائب العام قرار بإحالة المتهم أحمد بسام زكي إلى محكمة الجنايات، لمحاكمته عن الاتهامات المسندة إليه من هتكه عرض ثلاث فتيات، وتهديدهن وفتاة أخرى كتابةً بإفشاء أمور مخدشة بشرفهن، وكان تهديده مصحوبا بطلب استمرار علاقته الجنسية معهن، وتعمده مضايقتهن بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات، وتحرشه باثنتين منهن بالقول والإشارة عن طريق وسائل اتصال لاسلكية بقصد حملهما على استمرار علاقاته الجنسية معهما، واعتدائه على حرمة حياة إحداهن الخاصة بالتقاطه صورًا لها دون رضائها أثناء تقبيلها في مكان خاص، واستخدامه حسابًا عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي بهدف ارتكاب جريمته.
أوضحت النيابة العامة، في التحقيقات التي أجرتها مع المتهم أحمد بسام زكي، يتعاطي الحشيش رسميا، وهو ما أكده تقرير مصلحة الطب الشرعي، بعد أخد عينة منه، وبخلاف ذلك فإن المجني عليهن قدمن عدد من الرسائل النصية، وصور ملتقطة للمحادثات التي أُجريت بينهن وبين المتهم، ما يثبت الدليل الذي أقامته النيابة في حقه، قبل صدور قرار إحالته إلى محكمة الجنايات، لمحاكمته نظير الاتهامات الموجهة إليه.
وأشارت النيابة إلى أنها أقامت الدليل كذلك قبل المتهم من واقع شهادات المجني عليهن وعدد آخر من الشهود، وكذلك ما أسفرت عنه تحريات وزارة الداخلية.
وبتاريخ اليوم الثلاثاء الـ29 من شهر ديسمبر 2020 عاقبت المحكمة المتهم بالحبس 3 سنوات بتهمة هتك العرض.