باحث بـ«الأزهر»: غياب الأدوات العلمية من أهم أسباب الفهم الخاطئ
أكد الدكتور أيمن الحجار، الباحث بمشيخة الأزهر الشريف، خلال محاضرته لأئمة ودعاة ليبيا على ضرورة مواجهة الفكر المتطرف، من خلال بيان الفهم الصحيح والمنضبط للنصوص الشرعية، وعدم الوقوف عند ظواهر النصوص.
وأشار دكتور الحجار، إلى أن بيان الفهم الصحيح ضرورة علمية لا سيما فيما يتعلق بالأحاديث النبوية؛ حيث إن كثيرا من هذه الأحاديث فُهمت خطأ، فتحرف معناها ومقصودها، وبيّن أن أسباب هذا الفهم الخاطئ والمنحرف، إنما كان بسبب غياب الأدوات العلمية الضابطة لفهم النص النبوي، من لغة بما تشتمل عليه من فروع، كالنحو والصرف والبلاغة، وأيضا عدم معرفة قواعد علم الأصول، التي من خلالها يفهم المرء الأدلة الشرعية وطريقة الاستنباط الصحيح للأحكام، ومعرفة دلالات الألفاظ أيضا
وأوضح الباحث أن هناك بعض الآراء الشاذة التي رد العلماء عليها، فقام البعض بإحيائها وإسقاطها على الواقع، وحاولوا أن يقوموا بتطويع بعض الأحاديث لتوافق فهمهم السقيم، بعيدا عن المنهج الوسطي القويم.
وشدد خلال لقائه مع أئمة ودعاة ليبيا، على ضرورة التعلم على يد العلماء الربانيين المعروفين بالوسطية والاعتدال، بعيدا عن التشدد والجمود، وخطورة الانحراف في فهم النصوص الشرعية، كما تناول بعض الأحاديث التي فُهمت خطئا، وبين معناها الصحيح، مثل حديث: (أُمرت أن أقاتل الناس)، وحديث: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده)، وحديث: (لقد جئتكم بالذبح).
وفي نهاية اللقاء قام الدكتور أيمن الحجار بالرد على استفسارات السادة المتدربين.
تأتي الدورة الحادية عشر لـ35 إماما وداعية من دولة ليبيا، والتي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بمقر مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، لمدة شهر؛ لنشر فكر الأزهر الشريف بمرجعيته الوسطية، والتركيز على الإشكاليات التي تطرح في هذا العصر، وكيفية الرد عليها وتفنيدها، وغرس قيم الإسلام الوسطي، وبيان صورته النقية البعيدة عن الغلو والتطرف، وصقل مواهبهم الدعوية، من خلال برنامج علمي شرعي مكثف، على أيدي كبار علماء الأزهر المتخصصين في مجالات العلوم الشرعية.