«مستقبلنا مع صوفيا» تجبر «سعيد سنبل» على منح ميرفانا ماهر جائزة الصحافة المصرية
بفوز الزميلة ميرفانا ماهر، بجائزة سعيد سنبل، في المقال الاقتصادي، ضمن سلسلة جوائز الصحافة المصرية بنقابة الصحفيين، تضيف مجلة "صباح الخير" بمؤسسة روز اليوسف، إنجازًا جديدًا إلى سجل إنجازاتها المستمر، على مدار عشرات السنوات.
واستحقت ميرفانا ماهر، الجائزة عن مقالها المميز "مستقبلنا مع صوفيا"، إضافة إلى سلسلة مقالات نشرتها بالمجلة تحت عنوان "عصر الذكاء".
وبقلم رشيق، وأسلوب جذاب، تستطيع ميرفانا تضمين المعلومات والأرقام في مقالاتها، في الوقت الذي تمتلك فيه القدرة على السرد، ومخاطبة القارئ العادي بسلاسة، من دون الاعتماد على المصطلحات الأكاديمية الصعبة التي تصنع الحواجز.
ولا تسمح ميرفانا بالوساطة بينها وبين القارئ، باستطاعتها دائما صياغة جمل حميمية ولغة سهلة وعبارات قصيرة، تصل بسهولة إلى قلب القارئ، وتشعره وكأنها تتحدث إليه وجها لوجه.
ميرفانا التي تخرجت في مدرسة روز اليوسف، تدرك جيدا أن الاستهلال هو الصنارة التي يصطاد بها الكاتب أكبر قدر من القراء، ما يجعلها تختار جيدًا، الكلمات التي تبدأ بها مقالاتها.
وبمناسبة فوز الزميلة بجائزة نقابة الصحفيين، يعيد موقع "مستقبل وطن نيوز" نشر إحدى حلقات سلسلة "مستقبلنا مع صوفيا":
«إنهم مهذبون دائمًا، وبارعون في إقناع الزبائن، ولا يأخذون عطلات مطلقًا، ولا يتأخرون أبدًا، لم تحدث إطلاقًا زلات أو عثرات، أو حالة تمييز بسبب السن أو الجنس أو العرق».. تجسد هذه العبارة التي قالها أندرو بوزدر الذي كان يشغل منصب المدير التنفيذي لشركة هارديز فود، حالة القلق التي يعيشها العالم الآن، مع زيادة عدد الروبوتات العاملة.
وبحسب تقرير البنك الدولي، الصادر مؤخرًا عن التنمية في العالم لعام 2019، بحلول السنة الجديدة سيتم تشغيل 1.4 مليون روبوت صناعي جديد، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 2.6 مليون في جميع أنحاء العالم وأكثرها في ألمانيا وكوريا وسنغافورة وتعمل في صناعة السيارات والأجهزة الكهربائية والإلكترونيات والمعادن.
قد تعتقد أنك بعيد جدًا عن التكنولوجيا.. لكن يبدو أن كثيرًا من المعتقدات سيغيرها لنا المستقبل القريب.. آخر الخطوات أعلنتها شركة فودافون في مصر، التي تستحوذ على 40% من سوق المحمول حين قررت الاستعانة بالإنسان الآلي في وظائف بمراكز الخدمة في إطار خطتها لتقليل النفقات بفروعها بقيمة 8 مليارات يورو.
ويتوقع أن تؤدي تلك الخطوة إلى أن تأكل 9 روبوتات الوظائف المصرية في الشركة، وأن يتم الاستغناء عن 1700 موظف في مراكز الخدمة في عدد من الدول منها مصر والهند ورومانيا بعد استبدالهم بالروبوتات.
وفي منتصف شهر أبريل من العام الماضي، كنا وجهًا لوجه في مصر، مع الروبوت صوفيا، خلال زيارتها الأولى للقاهرة؛ للمشاركة في ملتقى الإبداع والذكاء الاصطناعي، وكثير من أصدقائنا وزملائنا قد اتخذوا معها صورًا تذكارية.
صوفيا الحاصلة على الجنسية السعودية، والشبيهة إلى حد كبير بالبشر، صممتها شركة «هانسون روبوتيكس» في هونج كونج؛ لتكون رفيقًا لكبار السن والعاجزين وتساعد الحشود في المناسبات الكبيرة أو الساحات العامة، لكنها تدق جرس إنذار عن مستقبل العمل مع التطور التكنولوجي الرهيب في العالم كله.
فعلى الرغم من أن لا شىء يعادل الإنسان من وسائل الاتصال والتكنولوجيا، كما قال باولو كويلو، فإن التقدم السريع جدًا يؤكد عبارة أن «الآلات قادمة لأخذ وظائفنا» وأن أطفالنا في المرحلة الابتدائية حاليًا سيعملون مستقبلاً في وظائف غير موجودة الآن.
انتبه فأنت أيضًا ربما تفقد وظيفتك قريبًا جدًا فالبقاء في وظيفة واحدة أو مع شركة واحدة لعشرات السنين سيصبح دربًا من الخيال فالوظائف ستكون مؤقتة وتتطلب مهارات معينة مثل التفكير النقدي وحل المشكلات، وأن تكون مدربًا على العمل مع الروبوتات وهو ما يتطلب أن نظل متعلمين مدى الحياة.
هذه المخاوف حقيقية، ويمكنك أن تلمسها حولك، فطلبات التوظيف لأصحاب المهارات الأقل في انخفاض، إمكانية التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت أصبحت شرطًا أساسيًا، ومعرفة أكثر من لغة أجنبية هي ميزة إضافية، استُحدثت وظائف مثل البيع على الإنترنت وانتشرت صفحاته، الكثيرون لجأوا للعمل مع شركتي أوبر وكريم.
وكادت أن تختفي وظيفة الصراف وعامل البريد والمزارع والمحاسب وأخصائي التسويق وخدمة العملاء والمحلل المالي والصحفي التقليدي والسائق، فخلال 4 سنوات من الآن، ستشهد بريطانيا سير سيارات بدون سائق في شوارعها، والتوقعات تشير إلى أنه بحلول عام 2029 ستكون أجهزة الإنسان الآلي أكثر ذكاءً من البشر!
دخل عدد كبير من المصريين منظومة العمل الجديدة، فأعادت الدولة النظر في قوانينها وطريقة تقديم خدماتها للأفراد والشركات مع العمل جنبًا إلى جنب على رأسمالها البشري من خلال الاهتمام بملفي التعليم والصحة، الأمر الذى يؤتى بثماره الاقتصادية بعد سنوات، فالأسر وحدها لا تستطيع تحمل التكلفة.