البطاطس بجنيه.. المزارعون: استخدمناها «علف» للمواشي.. و«مستقبل وطن نيوز» يكشف المستور بمحافظة الدقهلية
شهدت قرى محافظة الدقهلية، في سابقة هي الأولى من نوعها، تراجع أسعار البطاطس بالأسواق؛ حيث لجأ عدد من المزارعين إلى التخلص من كميات من المحصول المتوفر لديهم بكميات كبيرة، وتقديمها علفًا للمواشي، وجاء ذلك بسبب زيادة حجم المعروض على حجم الطلب بصورة كبيرة.
وتعد البطاطس من المحاصيل الأساسية التي لا غني عنها على أي مائدة، ويتهافت على أكلها الصغار والكبار، كما أنها أصبحت تزرع طوال أيام العام في ظل تداخل العروات، ووجود التقاوي الصالحة للزراعة في مختلف الأجواء المناخية وأنواع التربة.
ومن داخل قرية كفر الطويلة بمدينة طلخا، التقى "مستقبل وطن نيوز" عماد عبدالحافظ 40 سنة، في مهنة زراعة البطاطس، حيث بدأ وعمره 5 سنوات، فهو لا يعرف غير زراعتها، ومنذ 3 سنوات ازدادت معاناتهم، حيث وصل كيلو البطاطس خضرة إلى جنيهين، وتكلفتها أعلى من ذلك بكثير، لافتًا إلى أن هذا العام وصل سعر الكيلو إلى جنيه، ما جعل الخسارة فادحة، حيث إن تكلفة العامل 100 جنيه لزرع 3 خطوط بالأرض فقط.
وأكد عبدالحافظ، أن معظم الفلاحين استخدموها كعلف للمواشي؛ حيث يتم يبيع الفلاح الكيلو من الثلاجات بأقل من جنيه ويتم عرضها بالأسواق بسعر الكيلو 3 جنيهات؛ بما يؤكد أن ربحها للتجار وليس للمزارع، مطالبًا بتوفير رقابة كاملة على البطاطس بداية من الاستيراد، وحتى البيع للفلاح والأسمدة.
وتابع عبدالحافظ، أن الفلاح لا يطالب الحكومة بشيء، ويقوم بسداد كل مستحقاته للجمعية الزراعية، والضرائب، والأطيان، ولا يطلب سوى الرأفة بحاله، من أجل توفير حياة كريمة له ولأبنائه في ظل هذه الظروف الصعبة، فليس لديه مصدر للدخل غير زراعة الأرض.
قال محمود الشافعي 42سنة من أبناء مدينة طلخا:"أعمل مزارع للبطاطس أبا عن جد ، وتدور مشاكلنا حول ارتفاع أسعار التقاوي، والأسمدة والمبيدات وزيادة أجور العمالة، واحتكار المستوردين وكبار التجار للبطاطس وعرضها في الوقت الذي يريدون فيه أن تزيد المعاناة، بجانب احتكار رجال الأعمال للسوق، وبيع البطاطس بأسعار منخفضة مما يعود بالخسارة على الفلاح البسيط".
وطالب الشافعي الحكومة، أن تهتم بأوضاع الفلاح الذى ليس له مصدر آخر للدخل غير الزراعة، ومساعدته على توفير الحياة الكريمة له ولأسرته البسيطة.
وأشار إلى أن تكلفة الفدان من التقاوي فقط تصل إلى 20 ألف جنيه؛ حيث إن التقاوي بسعر 1200 جنيه، لاتكفي سوى لزراعة 3 قراريط فقط؛ فضلًا عن تكاليف أجور العمالة، والري، والمبيدات، والأسمدة وإيجار الأرض، لافتًا إلى هذا العام لم يتمكن من سداد استدانته لأول مرة.
فيما كان أحمد المنسي موزع بطاطس، رأي آخر، مؤكدًا أن الأسعار هذا العام في متناول الفلاح؛ حيث انحفض سعر التقاوي إلى النصف تقريبًا، موضحًا أن السعر في العام الماضي وصل إلى 3 آلاف جنيه، بينما هذا العام وصل سعره 1200 جنيه، ولكن الإقبال ضعيف على السحب؛ لأن البطاطس في الثلاجات تباع بأرخص الأسعار، و70% من الفلاحين زرعوا من الثلاجات بطريقة الكسر المحلي؛ ما نتج عنه ضعف الإنتاج بخلاف التقاوي المستوردة، وحيث إن الفدان ينتج 25 طنًا، والإسبونتا تنتج 18 طنًا، أما زراعة الكسر ينتج فيها الفدان 5 أطنان.
ويذكر أن العام الماضي في محافظة الدقهلية، تمت زراعة 42 ألف فدان في العروتين، وبلغ المزروع إلى اليوم هذا العام 39 ألف فدان على مستوي المحافظة أبرزها بمراكز بلقاس 8130 فدانًا، شربين 7350 فدانًا، منية النصر 5500 فدان، طلخا 2800 فدان.