تصيب الأطفال.. هل تتوحش السلالة الجديدة لـ«كورونا»؟
تسيطر حالة من الفزع الشديد على عدد كبير من دول العالم، نتيجة انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا بسرعة أكبر من مثيلتها السابقة، مما تسبب في تعليق الرحلات الجوية في كثير من الدول، ويعتقد العلماء أن السلالة الجديدة أكثر قابلية للتفشي من السلالة المعرفة بنسبة تصل إلى 70 بالمئة، لكن لا دليل حاليا على أنه يجعل المرضى في حالة أكثر سوءًا.
ووفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية، إن كل عشرة أشخاص مصابين بالسلالة الجديدة من الفيروس يمكن أن ينقلوا العدوى إلى 15 آخرين في المتوسط، في حين أن معدل انتقال العدوى بالسلالات المعروفة سابقا في بريطانيا يصل إلى 11 شخصا.
وكشف مسئولو منظمة الصحة العالمية، العثور على السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي أثارت الفزع في بريطانيا لدى أشخاص في أستراليا وأيسلندا وإيطاليا وهولندا، بالإضافة إلى حالات قليلة في الدنمارك، بالإضافة إلى إعلان وزارة الصحة في سلطنة عمان اشتباهها في وجود 4 حالات مصابة بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد، قادمة من بريطانيا، وأنها تجري دراسات للتأكد من طبيعة الحالات.
وإضافة إلى سرعة الانتشار الأكبر لها، إلا أن السلالة الجديدة باتت تستهدف فئة جديدة من الضحايا، حيث حذر خبراء بريطانيون من أن سلالة الفيروس التاجي الجديد، ربما أصابت الأطفال أكثر من الأنواع الأخرى للفيروس، حيث ارتفعت حالات الإصابة لدى الأطفال في الأسابيع القليلة الماضية، وتركز في جنوب وشرق إنجلترا، متسببة في حدوث ما يقدر بنحو 62% من الحالات في لندن في الأسبوع المنتهي في 9 ديسمبر، و59% في شرقها، و43% في الجنوب الشرقي.
قال البروفيسور نيل فيرجسون، من إمبريال كوليدج لندن: «هناك إشارة إلى أن السلالة الجديدة لديها ميلًا أكبر لإصابة الأطفال، لكننا لم نثبت أي نوع من السببية في ذلك، لكن يمكننا أن نرى ذلك من خلال البيانات»، مضيفًا: «إن نسبة الحالات الناجمة عن السلالة الجديدة لكورونا في سن أقل من 15 عاما، مقارنة بالسلالات الأخرى، كانت أعلى بكثير، وما زلنا نحقق في مغزى ذلك».
وأكدت البروفيسور ويندي باركلي، عالمة فيروسات، وعضو المجموعة الاستشارية الحكومية الجديدة والناشئة لتهديدات فيروس الجهاز التنفسي، المخاوف من السلالة الأخيرة التي تستهدف الأطفال على وجه التحديد، قائلة: «يبدو أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا، أو كوفيد-19 بشكل عام، بات يضرب الأطفال الآن بنسبة تعادل البالغين من حيث قابلية الإصابة بالعدوى، فالسلالة الجديدة أكثر قدرة على الاتصال بالخلايا البشرية لإصابتها، مما يسهل عليها الارتباط بخلايا الأطفال حيث أنها أضعف».
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن أعراض الإصابة بفيروس كورونا تتوقف على نوع الفيروس، لكن أكثرها شيوعاً ما يلي: «الأعراض التنفسية، والحمّى، والسعال، وضيق النفس وصعوبة التنفس، وفي الحالات الأشد وطأة، قد تسبب العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي وحتى الوفاة».