رئيس «العامة للكتاب»: اللغات الأخرى استوردت من «العربية» ما يزيد عن 100 ألف كلمة
أكد الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن العرب كانوا يتمتعون بذاكرة حفظ قوية، ومن خلال هذه الذاكرة حُفظ القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، ودواوين الشعر العربي، حتى ظهر عصر التدوين.
وأضاف في محاضرة بعنوان تحت عنوان: "فن الإلقاء" في فعاليات اليوم الأول، الاثنين، للدورة التدريبية المشتركة للأئمة المصريين والسودانيين بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين أن الكتابة شهدت الكتابة تطورًا هائلًا ورائعًا، واستوردت اللغات الأخرى من اللغة العربية ما يزيد عن (١٠٠) ألف كلمة من اللسان العربي.
وفرق بين اللغة والكلام واللسان، قائلًا إن اللغة هي: القواعد التي ينتظم عليها كلام الناس بتوافقهم على إيقاع الألفاظ على المعاني، بينما اللسان هو: كل ما يستخدم في التواصل داخل المجتمع، أما الكلام فهو: مفردات اللغة.
وطالب الداعية، أن يكون واسع الثقافة غزير المعلومات في مناحي العلوم المختلفة، لا سيما علم اللغة إذ هي أساس التواصل بين أفراد المجتمع، وأصل لفهم مقاصد الدين، وأساس لصناعة الهوية والمحافظة عليها، مبينًا أن التواصل الجيد ينبغي أن يكون من الجانبين، جانب المرسل وجانب المستقبل.
وأوضح أن أسوأ أنواع الخطاب أن يكون من جانب واحد بأسلوب الفرض لا العرض، مستشهدًا بقوله تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ” ، وكلما كانت لغة الداعية قوية كان التواصل قويًا، وجاذبًا للمتلقي فاللغة قاسم مشترك وجانب قوي بين المتلقي والمرسل، والمعاني المضمرة داخل اللغة تحوي أسرارًا عديدة.
وأكد أن مخاطبة الناس على قدر عقولهم قضية محورية من قضايا العصر، وأن هناك مشاكل عدة قد تظهر بسبب عدم موافقة الكلام لمقتضى الحال، فتحدث قطيعة بين الخطاب وبين بعض شرائح المجتمع، وقد خاطب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس بما يفهمون فقال: لَيْسَ مِنْ امْبِرِّ امْصِيَامُ فِي امْسَفَرِ ، وموضحًا أنه قد تكون رؤيتك صحيحة لكن هناك رؤيا أخرى ينبغي أن تكون بجانب رؤيتك.