رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ارتفاع الوفيات لـ67.. قطر تحتفل بكأس العالم على جثث العمالة الأجنبية

نشر
مستقبل وطن نيوز

كشفت تقارير حقوقية، عن ارتفاع عدد وفيات العمال النيباليين في قطر، إلى 67 عاملا خلال الفترة من 6 يوليو و15 نوفمبر من العام الجاري، بسبب الظروف المعيشية السيئة التى يواجهونها في ظل جائحة فيروس كورونا، بينما تستعد الدوحة للاحتفال باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإنه إذا سارت الأمور بهذه الوتيرة، فإن عدد الوفيات وسط العمال النيباليين في الدوحة سيصل إلى نحو 160 في منتصف يوليو 2021.


ويمثل العمال النيباليين ثاني أكبر جالية في قطر، التى واجهت إنتقادات دولية واسعة النطاق لتحسين ظروف وإيواء العمالة الأجنبية، لاسيما بعد مصرع عدد كبير من العمال.

وأشارت التقارير إلى أن العمالة الاجنبية فى الدولة الخليجية الصغيرة تواجه أيضا بجانب ظروف العمل السيئة مخاوف من إنتشار الفيروس القاتل داخل المساكن العمالية التي لا تراعي التباعد الاجتماعي المطلوب في زمن الجائحة ، حيث أظهرت بيانات صادرة من مجلس تعزيز العمالة الأجنبية النيبالي الذي يعرف اختصارا بـ" FEPB"، أن عدد الوفيات وسط عمال البلد الآسيوي في قطر وصل إلى 104 بين 15 يوليو 2019 و15 يوليو 2020.

في حين علق مدير منظمة "فير سكوير" لحقوق الإنسان، نيك ميكيجان،على إرتفاع معدل الوفيات بين العمالة الاجنبية فى قطر قائلا : إن هذا الارتفاع في وفيات العمال "لا عذر له"، موضحا : أن قطر لها سجل فظيع في وفيات العمال، لأنها ترفض اتخاذ خطوات من أجل حمايتهم.

وأضاف أن فشل قطر في التحرك إزاء هذه الوفيات، يطرح تساؤلات بشأن ما زعمته من إصلاحات في مجال العمل، مضيفا : حتى وإن كان يبدو الأمر جيدا على الورق، لم نتمكن حتى الآن من رؤيته بشكل ملموس".

وأوضح الحقوقي أن ما يعانيه عمال نيبال فى الدوحة لا تقتصر على مواقع كأس العالم، بل تشمل مجالات أخرى لا تخلو بدورها من الانتهاكات المقلقة.
وفى وقت سابق من العام الجاري اضطرت عشرات العائلات النيبالية إلى الانتظار لعدة أشهر حتى تتلقى جثامين أبنائها في مطار العاصمة كاثماندو، بعدما أدت الجائحة إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية، فلم يجر نقل الضحايا مباشرة بعد الوفاة.

وقال المتحدث باسم مجلس تعزيز العمالة الأجنبية لنيبال، دين باندو سوبودي: إن نحو 24 عائلة إضطرت إلى الموافقة على حرق جثامين أبنائها لعدم مقدرتهم المالية فى تحمل تكلفة نقلهم إلى بلدهم.


حالات المأساوية
روبشاندرا رومبا من أحد الحالات المأساوية التى واجهت الظروف السيئة فى الدوحة والتى إنتهت بوفاته تحت ظروف غامضة حيث كان يعمل في ملعب يجري تحضيره لكأس العالم 2022، بعد إضطراره إلى أخذ قرض حتي يسافر إلى قطر للعمل بغرض تسديد ديونه وضمان حياه كريمة لأسرته ولكنه توفي جراء نوبة قلبية بعد شهرين فقط من وصوله إلى قطر، في وفاة وصفت بـ"غير المفهومة".
فيما ذكر التقرير الطبي الذي صدر في الدوحة بأن سبب الوفاه طبيعي ولكن ثارت شكوكا عدة حول سبب الوفاه .
وتلقت نيرمالا بكرين، 27 عاما زوجة رومبا إتصالا من الشركة الموجودة في قطر من أجل إخبارها بوفاة الزوج، دون أن يتم أي تحقيق بشأن ما حصل حيث قالت : "اتصل بي ممثلو الشركة ليخبرونني بوفاته، ولم يتحدثوا إلي نهائيا بعد ذلك.. من المؤلم جدا ألا نعرف سوى القليل عن وفاته".
وأضافت : أنه من المرجح ألا يجري الكشف أبدا عن تفاصيل العامل الشاب الذي سافر إلى قطر وهو مفعم بالأمل، ثم فارق الحياة بشكل مفاجئ، وقيل إن وفاته ناجمة عن أسباب عضوية طبيعية.
ولم تنتهي الواقعة المؤسفة عند هذا الحد حيث تلقت العائلة التى فقدت إبنها فى ظروف غامضة دون إبداء أسباب أو إجراء تحقيق 1700 دولار تعويضا من بلد ذي موارد مالية مهمة ويستعد لإقامة حدث رياضي ضخم.
وأشار الناشط الحقوقي إلى وجود الآلاف من العمال الذين توفوا وتحوم الشكوك حول أسباب الوفاة فى وقت ترفض فيها الحكومة القطرية فتح تحقيقات جدية للكشف على أوجه القصور .