في حواره مع «مستقبل وطن نيوز».. طبيب مصري بلندن يكشف حقيقة ظهور سلالة جديدة لـ كورونا وتأثيرها على استجابة اللقاحات
لم يبخل الدكتور حاتم سليمان، استشاري طب الحالات الحرجة بمستشفى هيرفيلد بلندن، خلال حواره معنا بأي معلومة تتحدث عن اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في لندن ومناطق أخرى، التي أثارت ذعرًا وذلك في ظل ترقب بشأن تأثير لقاح فايزر الذي بدأت بريطانيا في استخدامه للتطعيم ضد الإصابة بكورونا.
سليمان لفت- في حديثه مع "مستقبل وطن نيوز"- إلى مدى ارتباط السلالة الجديدة من كورونا بتفشي الإصابات، وهل يؤثر ذلك على اللقاحات المعتمدة لـ "كوفيد-19"، كما حدثنًا- أيضًا- عن آخر تطورات لقاحي أكسفورد وفايزر، في ظل الموافقة على استخدام لقاح أسترازينيكا أو أكسفورد؛ حيث تشترك شركة الأدوية البريطانية أسترازينيكا مع جامعة أكسفورد وإلى نص الحوار:
- بداية.. حدثنا عن تطورات لقاح أكسفورد
تمت الموافقة- مؤخرًا- على لقاح "أكسفورد-أسترازينيكا" عقب رصد بعض التغييرات، حيث وصلت فعاليته إلى 90%، كما يخضع- الآن- للاستخدام الطارئ، ومن المفترض أن يبدأ التطيعم به، وبريطانيا بدأت بلقاح فايزر الأول؛ كونه اللقاح الذي نُشرت بياناته النهائية مبكرًا، كما أن تخزينه أصعب نظرًا لحاجته إلى تبريد في درجات منخفضة جدًا.
الحكومة البريطانية أحضرت كميات من لقاح فايزر، وبدأوا بمنحها لكبار السن ثم الأطقم الطبية، وبعد ذلك سيكون لقاح أكسفورد الأكثر تداولًا في بريطانيا؛ لأنه لقاح داخلي، يسهل تخزينه وسيكون أرخص لسهولة نقله، كما أنّه آمن وفعال، وسمعنا عن بعض الحساسية لبعض الناس وكلها أشياء طبيعية.
- بريطانيا بدأت بتطعيم كبار السن بلقاح فايزر.. لماذا؟
نظرًا لأن نسبة وفيات كبار السن في الفترة الأخيرة كانت كبيرة، كما أن الحكومة البريطانية أعلنت أنّ الأطقم الطبية ستكون أول فئة تتلقى اللقاح، ولا ننسى أن كبار السن أكثر عُرضة بشكل كبير للإصابة؛ نظرًا لضعف مناعتهم في التصدي للفيروس؛ لذا كانت الأولوية لهم في تلقي اللقاح، ومن بعدهم الأطقم الطبية.
- الاستخدام الطارئ للقاح أكسفورد.. ماذا يعني؟
- العالم في مرحلة البحث عن حل عاجل للتصدي لمرض "كوفيد-19"، وكل اللقاحات التي حصلت على موافقة نهائية جاءت للاستخدام الطارئ، حيث يُمنح هذا الاستخدام رخصة عند الوصول للمرحلة الثالثة في الأبحاث؛ وهو أمر يعني أنه آمن.
كما أن المرحلة الثالثة التي تُمنح بعدها رُخصة الاستخدام امتدت شهرين، وستظهر بيانات أخرى على المدى الطويل والقصير بعد تلقي ملايين اللقاحات، وأغلب الأعراض الجانبية الخطيرة الحادة للقاح تظهر في الأسابيع الستة الأولى.
- هل هناك ارتباط بين الإعلان عن سلالة جديدة بكورونا بزيادة الإصابات؟
منذ ظهور فيروس كورونا- أواخر ديسمبر الماضي في الصين- حدّثت له عدة طفرات جينية مستمرة، وارتباطه بالانتشار السريع ليس مؤكدًا، وهذه السلالة تُمثل طفرة جينية جديدة حدثت في الفيروس، وليست أول طفرة تحدث له.
- ماذا عن قرار الإغلاق؟
هذا القرار جاء نتيجة التفشي الواسع لـ "كوفيد-19"، كما أنه كان قبل الإعلان عن الطفرة الجديدة، وليس هناك ما يؤكد أن هذه الطفرة وراء الزيادة السريعة في حالات الإصابة؛ فهناك طفرات تسبب سرعة في الانتشار، وأخرى تزيد قدرة كورونا على الإصابات بشكل كبير، وهو أمر غير مفهوم حتى الآن.
- هل هناك علاقة بين الطفرات الجديدة والتأثير على اللقاحات التي تم اعتمادها؟
في كل عام هناك لقاح جديد يظهر لعلاج الإنفلونزا؛ لأنه تظهر كل عام طفرات جديدة للإنفلونزا، ونفس الشيء يظهر على كورونا، وقد تؤثر هذه الطفرات على قابلية الفيروس في الاستجابة للقاح وهو أمر ليس مؤكدًا.
وليس هناك دليل يجعلنا نقول إنّ الطفرات تتسبب في عدم فعالية اللقاحات الموجودة والمنتظر ظهورها على أرض الواقع؛ رغم إمكانية ورود ذلك.
