الروغفان عيش صعيدي أو شمسي.. تعددت الأسماء والطعم واحد
روغفان.. كلمة ربما لا تسمعها إلا في الصعيد، ذلك لأن تذوقها أفضل من قولها، في محافظات أخرى يسمونه العيش الشمسي نسبة إلى الشمس التي تتغلغل داخل مواد تكوينه، وفي مناطق أخرى يطلقون عليه العيش البلدي.. تعددت الأسماء والطعم واحد.
تغير كل شئ من حولها، لكن ما ظل على حاله هو تلك السيدة التي لاتزال متمسكة بصناعة الخبز الشمسي في الفرن المبنية بالطوب اللبن، ورغم لهيب النيران وحرارة الشمس المحرقة، لا تعترف بغيره كخبز صحي وآمن واقتصادي.
تقول صابرة هارون، إحدى السيدات التي تصنع الروغفان، إن صناعة الخبز البلدي مرهقة، لكن بمجرد أن تتذوقه، تنسى كل ما حل بك من تعب، فهو يتميز بالبركة والتوفير وطول مدة الصلاحية، كلها عوامل جعلت من الخبز البلدي الذي يصنع في أفران الطين باقيًا ومتفوقًا على نظيره الذي يصنع في الأفران الآلية.
وتضيف هارون، أنه من خلال رؤيتك للخبز الشمسي وتذوقه تستطيع أن تفرق بسهولة بين الهاوي المحترف، حيث تعد صناعة الخبز الشمسي من مميزات السيدة الصعيدية، ورغم التطور والحداثة ما زال الأهالي في الصعيد خصوصًا في القرى، يستخدمون الأفران الطينية، في صناعة الخبز الشمسي والذي يحل ضيفًا في الأفراح والأعياد والمناسبات الاجتماعية المختلفة.
وتوضح هويدا مصطفى، أن مراحل صناعة الخبز، تتلخص في مرحلة التخمير ووضع "العصيدة"، ثم مرحلة العجن، والتقطيع وانتظاره حتى يتخمر في الشمس، وفي ذلك الوقت نقوم بتسخين الفرن الطينية ووضع "الوقود" لها حتى تصبح ساخنة بما يكفي، ثم وضع العيش في الفرن لمدة ربع الساعة إخراجه بعد أن ينتفخ ويصبح خفيفًا.
وتشير إلى أن خبز الفرن الطينية أفضل بكثير من فرن "الأنبوبة، والتي تخرج الخبز ناقص السواء ولا يتحمل فترة أكثر من أربعة أيام ثم يفسد سواء داخل أو خارج الثلاجة، أما خبز الفرن الطينية يتحمل نحو أسبوع وأكثر خارج الثلاجة وإذا تم وضعه في الثلاجة يتحمل نحو أسبوعين، حيث نخرج الخبز ويتم تسخينه في الفرن فيصبح كأنه طازج، كما أن خبز الفرن الطينية يكون سريع الهضم وخفيف على المعدة، بعكس باقي أنواع الخبز.
وتتابع، أن صعوبة إنتاج الخبز البلدي خصوصًا في الفرن الطينية، جعل الكثير يحجم عن صناعته خصوصًا في المنازل العصرية التي لا تصلح فيها الفرن الطينية.