وضع المعهد الدولي لأبحاث السلام / سبيرى/ ومقره ستوكهولم الصين في الترتيب الثاني عالميا ، بعد الولايات المتحدة كأكبر منتج في سوق السلاح العالمي ،لافتا الى أن ست شركات أمريكية لإنتاج السلاح وثلاث شركات صينية باتت اليوم في قائمة الشركات العالمية العشر الأكبر في عالم إنتاج السلاح، أما الشركة العاشرة فكانت بريطانية.
وأشار التقرير إلى إن خطط التطوير التي تنفذها الصين على نوعيات معينة من الأسلحة القتالية ذات الطابع الاستراتيجي، قد مكنتها من الحفاظ على المركز الثاني عالميا بعد الولايات المتحدة كأهم منتح لنظم الدفاع منذ العام 2018 وعلى امتداد العام 2019، حيث قوبل الإنتاج الصيني المتقدم من المقذوفات الذكية ومقذوفات المدفعية والذخائر والسفن والطائرات الحربية ، بطلب متعاظم من مشتري السلاح في العالم بلغت قيمته 7ر56 مليار دولار أمريكي فيما بين عامي 2018 و 2019 بزيادة نسبتها 8ر4 في المائة.
وتأتى باكستان وبنجلاديش وتايلاند على رأس مشتري السلاح الصيني ، بفاتورة إجماليها 5ر2 مليار دولار أمريكي خلال العامين 2018 / 2019 ، وفى المقابل تأتى" تايوان " في قائمه الزبائن الأهم الجدد للسلاح الأمريكي، حيث أبرمت واشنطن خلال العام الجاري صفقة أسلحة معها بقيمة 8ر1 مليار دولار أمريكي ،وتعد الصفقة الأضخم منذ أربعين عاما إضافة إلى عملاء الولايات المتحدة التقليديين لشراء الأسلحة في الشرق الأوسط وكوريا الجنوبية والهند .
وبحسب تقرير / سيبرى / احتلت مؤسسة التصنيع الدفاعي الجوى الصينية، التي انتجت طرازات متطورة من طائرات الإبرار العسكري البرمائية هذا العام ،الترتيب السادس في قائمة الشركات العشر العالمية الكبرى لإنتاج السلاح، واحتلت مؤسسة الصين للتكنولوجيا والإلكترونيات الترتيب الثامن في قائمة الشركات العشر الكبرى ، فيما احتلت مجموعة شمال الصين للإنتاج العسكري المتطور الترتيب التاسع عالميا في قائمة الشركات الأكبر عالميا ، كما استطاعت التكنولوجيا الصينية تدشين المقاتلة / جيه 20 / التي تماثل في قدراتها المقاتلة الأمريكية / إف 35 / ذات القدرة على التخفي الراداري والطيران لمسافات بعيده دون التوقف للتزود بالوقود .
كذلك احتلت مؤسسة صينية رابعة وهى الشركة الصينية لإنتاج الأسلحة ،وكذلك مجموعة جنوب الصين الترتيبين الرابع والعشرين والخامس والعشرين بين أكبر مائة شركة عالميا في إنتاج السلاح .
وبحسب المعهد الدولي لأبحاث السلام ، قفزت مبيعات أكبر 25 شركة منتجة للأسلحة في العالم خلال العام 2019 بنسبه 5ر8 في المائة ، عنها خلال العام 2018 مسجلة 361 مليار دولار أمريكي كان نصيب الولايات المتحدة منها 166 مليار دولار أمريكي تقاسمتها خمس شركات أمريكية كبرى في عالم إنتاج السلاح هي لوكهيد مارتن وبوينج ونورثروب جرومان ورايثون وجنرال داينمكس .
كما عادلت قيمة صادرات شركات إنتاج السلاح الأمريكية الكبرى نسبه 61 في المائة، من إجمالي قيمة ما صدرته أكبر 25 شركة كبرى لإنتاج السلاح على مستوى العالم خلال العام 2019 / 2020 ، وسجلت الشركات الصينية من إجمالي قيمة صادرات الشركات الخمس والعشرين الكبرى ما نسبته 18 في المائة وهى النسبة التي لم تتعد أربعة في المائة بالنسبة لشركات إنتاج السلاح الروسية .
ولا يخفى القادة العسكريون في الولايات المتحدة تخوفهم بل وقلقهم من تنامى قدرات الصين الدفاعية المعتمدة على التصنيع المحلى لنظم الدفاع المتطورة ، ففي مقابله مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية واسعة الانتشار، قال الجنرال الأمريكي مارك ميللى إن الصين تسير على طريق تطوير قدراتها العسكرية سعيا للوصول إلى " نقطة توازن "،وإن بكين تستثمر قدراتها الاقتصادية الهائلة في الوصول إلى " نقطة تفوق " حال نشوب صراع مسلح مع الولايات المتحدة بحلول العام 2035.
وأكد الجنرال مارك ميللى في مقابلته التي نشرت بالأمس أن الصين باتت تشكل تهديدا محتملا " عالى الخطورة "، للولايات المتحدة وفق التنصيف العسكري لخبراء الحرب في "البنتاجون" ،وهو ما يحتم على الولايات المتحدة تعزيز قدرها العسكرية وتعزيز قدرة مجمعها الصناعي العسكري ،للحفاظ على السبق الدائم في مواجهة القدرة العسكرية الصينية المتصاعدة.
ونبه الجنرال الأمريكي – وهو قائد القوات البرية في الجيش الأمريكي – إلى إن تحول التنافس على امتلاك القوة والمقدرة العسكرية ، بين قوتين عظميين كالولايات المتحدة والصين سيتحول إلى " كارثة محققة " ،إذا تحول هذا التنافس إلى صراع حربى فعلى بين قوتين عظميين، وفى هذه الحالة سيكون الحفاظ على توازن القدرة العسكرية هو الضمان الأكيد لمنع نشوب صراع مسلح بين الولايات المتحدة والصين.