في ميلاد كاميليا.. كمال الشناوي رفض تقبيلها ورشدي أباظة حارب الملك من أجلها.. فمن قتلها؟
واحدة من أشهر نجمات مصر، عاشت حياة قصيرة ولكن مليئة بالأحداث والخبايا التي تظل معظمها حتى اليوم في طي الكتمان، امتازت بجمال أخاذ جعل كل من يراها يقع في حبها، حتى وصل الأمر إلى الملك فاروق الذي أثاره جمالها ووقع في غرامها، عشقت الفن ولكنها لم تستطع استكمال مسيرتها لأن القدر كتب نهاية قصتها والتي كانت مفجعة لمحبيها، فهي الفنانة كاميليا، التي يحل اليوم ذكرى ميلادها الـ101.
اسمها الحقيقي ليليان فيكتور ليفي كوهين، ولدت في مثل هذا اليوم بعام 1919، بحي"الأزاريطة" الفقير في مدينة الإسكندرية، أمها مسيحية كاثوليكية مصرية من أصل إيطالي وتدعى أولجا لويس أبنور، حملت بها "سفاحًا" من دون زواج لعلاقة مع مهندس فرنسي كان يعمل بقناة السويس، ويقال أيضًا إن والدها كان تاجر أقطان إيطالي هرب بعد خسارته إلى بلده، ولكنها في النهاية نسبت إلى صائغ يهودي يوناني فيكتور ليفي كوهين، والذي كان زوج والدتها في ذلك الوقت.
كانت تحلم ليليان منذ طفولها بالثراء والشهرة على الرغم من عيشتها مع والدتها في فقر شديد، على إيرادات البنسيون، الذي يمتلكونه فقط، مما دفعها للعمل في الملاهي الليليلة كوسيلة لكسب قوت يومهما، ووسيلة للبحث عن حلمها في دخولها عالم الفن والشهرة.
يوسف وهبي ينقذ كاميليا من أحمد سالم بـ3 آلاف جنيه
في صيف 1946 رأها المخرج والمنتج أحمد سالم بفندق "وندسور"، وخطفه جمالها على الرغم من أنها كانت لم تتخطى الـ20 عامًا، فقرر أن يتبناها فنيًا، وعرض عليها العمل في السينما، وأول ما قام به هو تغيير اسم ليليان لـ "كاميليا"، وعلمها الإتيكيت والرقص والتمثيل على يد متخصصين، ولكن بعد مرور 6 أشهر لم ينفذ وعده فقررت الإنضمام لفيلم "القناع الأحمر" مع الفنان يوسف وهبي والذي ضحى بـ 3 آلاف جنيه وقتها كقيمة للشرط الجزائي، لكي يتنازل عنها أحمد سالم، لتبدأ بعدها كاميليا مشوارها نحو حلم النجومية.
مسيرة كاميليا الفنية لم تستمر إلا لـ 4 سنوات وصلت فيهم للعالمية
4 سنوات فقط هي العمر الفني للفنانة كاميليا، حققت خلالهم نجاحًا وشهرة كبيرة جدًا، وقدمت فيهم 21 عملًا سينمائيًا فقط، أبرزهم "الكل يغني" و"خيال إمرأة" و"الروح والجسد" أمام محمد فوزي، و"شارع البهلوان"، و"منديل الحلو" و"الستات كده" و"القاتلة" و"ولدي" ونص الليل" و"صاحبة الملاليم" و"أرواح هائمة" و"إمرأة من نار"، و"آخر كدبة" أمام فريد الأطرش، وفيلم "قمر 14" الأشهر في مشوارها، بجانب مشاركتها مع نعيمة عاكف في بطولة فيلم "بابا عريس"، ومع إسماعيل ياسين في فيلم "المليونير"، وكانت آخر أعمالها فيلم "العقل زينة".
واستطاعت كاميليا أيضًا خلال الـ 4 سنوات الوصول للعالمية، من خلال مشاركتها في الفيلم العالمي "طريق القاهرة" بعد أن رشحها المخرج ديفيد ماكدونالد، لتصبح بذلك من أوائل الممثلات المصريات اللواتي شاركن في أفلام عالمية.
كمال الشناوي يرفض تقبيل كاميليا علشان صايم
في رمضان عام 1949، وقت تصوير فيلم "شارع البهلوان"، الذي أخرجه القدير صلاح أبو سيف، كان على البطل الفنان كمال الشناوي، أن يقبل البطلة الفنانة كاميليا، كما يقتضي دورهما في الرواية، إلا أن "الشناوي" رفض المشهد، وعندما علمت كاميليا بالواقعة من أحد العاملين ثارت وهاجت، وقالت "اشمعنى أنا".
وقال المخرج صلاح أبو سيف في لقاء تلفزيوني له: "رحت أحاول أقناع كمال بأن قبلة التمثيل ليست حراما لأنها أداء عمل يتكسب منه، ورحت أستعرض له المتاعب التي سيسببها تعطيله للمشهد، وفي هذه الأثناء خرجت كاميليا من غرفة الماكياج، وثارت وقالت: أنا مش هبتدي أنا كمان مش حاخليه يبوسني، هو بيقول لا ليه، هو يطول.. وبعد محاولات كثيرة استطعت أن أقنعهما بالمشهد".
قبل عبد الناصر.. كاميليا جمعت بين أم كلثوم وعبد الوهاب
في إحدى الحفلات التي حضرها كبار الوسط الفني والأدبي في مصر، والذي كان من بينهم أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وتوفيق الحكيم، وفكرى أباظة، والدكتور عبد الوهاب مورو، والشاعر الكبير كامل الشناوي وصديقته الفنانة كاميليا، داعبت كوكب الشرق "الشناوي" متهمة إياه بأن ما يكتبه من فن به انحياز مُطلق للفنانة كاميليا، إلا أنه لم ينفِ عن نفسه تهمة الانحياز، ففاجأته "ثومه" بطلبها أن يرتجل شعرا في مدحها بنفس اللحظة، فاستجاب لطلبها وفاجأ الجميع منظمًا الأبيات التالية:
"لست أقوى على هواكِ وما لى أمل فيك.. فارفقى بخيالي إن بعض الجمال يُذهل عقلي عن ضلوعي.. فكيف كل الجمال؟!"، وعند إلقاء "الشناوي" هذه الأبيات أمسك محمد عبد الوهاب بعوده وبدأ في ارتجال لحنا لهذه الأبيات، وردده على مسامع الحاضرين، وبدورها أخذت أم كلثوم تُدندن الأغنية التي لم يُكتب لها الظهور، ولو كان حدث ذلك، لكانت ستعد تاريخيا أول تعاون بين ثومة وعبد الوهاب بعد فشل رجل الاقتصاد طلعت حرب فى إنجاح تلك التوأمة، إلى أن فعلها جمال عبد الناصر فى مستهل الستينيات، عندما قدما سويا "إنت عمرى".
رشدي أباظة vs الملك فاروق.. من الفائز بكاميليا؟
منافسة قوية دخل فيها الفنان رشدي أباظة مع الملك فاروق، على من سيفوز بقلب الفنانة كاميليا، على الرغم من "أباظة" وقتها لم يكن نجمًا معروفًا، ولكنه وقع في فخ جمال كاميليا، ليرسل الملك الذي كان واقعًا هو الآخر في غرام كاميليا، تحذيرًا له من هذه العلاقة، لتتحدى ليليان الملك وتتفق مع "أباظة" على أن يتزوجا في أكتوبر 1950، إلا أنها رحلت عن عالمنا قبل الزواج بشهرين، وأصيب أباظة بانهيار عصبي ومكث في المستشفى لأسبوعين.
وفاة كاميليا واتهامها بالخيانة لصالح جهاز الموساد الأسرائيلي
في 31 أغسطس 1950، استيقظ الشعب المصري على أخبار رحيل الفنانة كاميليا عن عالمها، إثر تعرضها لحادثة مفجعة بسقوط طائرة كانت تستقلها متجهة إلى روما، في لم يعرف حتى اليوم من ورائها وأيدت في المحاكم ضد مجهول، ويقال إن الحادث كان مدبرًا؛ لأنها كانت جاسوسة لصالح الجهاز الإسرائيلي، وهناك أقاويل تفيد بأن الاسرائيليين هم من فجروها، ويقال أيضًا أن الملك نفسه هو من أمر بذلك انتقامًا منها، وتعتبر الطائرة أول حادث في تاريخ الطيران المدني المصري، وقد تم التعرف على جثتها رغم الحروق.
ماتت هي لأحيا أنا.. أنيس منصور يصدم الجميع
وبعد وفاتها بفترة خرج الكاتب الراحل أنيس منصور وفاجأ الجميع بمقاله له بعنوان: "ماتت هي لأحيا أنا"، وكشف من خلالها أن كاميليا كانت لم تجد مكانًا للحجز في الطائرة وكان قد ذهب ليعيد تذكرة السفر، بعد أن شعر بتغيير في صوت والدته وأجبرته على العدول عن قرار السفر، ووجد هناك كاميليا مع الناقد الفني حسن إمام عمر، فأعطاها التذكرة بدلاً منه، لتكون تذكرة سفرها إلى العالم الآخر، وترحل بها عن عالمنا عن عمر ناهز 31 عامًا.